أكدت دراسة حديثة أنّ حليب الأم يؤدي دوراً أساسياً في تعزيز مقاومة أجسام الأطفال لأمراض الحساسية الناجمة عن بعض أنواع الأغذية وأمراض مزمنة أخرى من خلال تنظيم مستويات البكتيريا في الجسم.

وعزى العلماء قدرة حليب الأم على إحداث هذا الأثر المناعي إلى احتوائه على مكون يُطلق عليه اسم "أوليجساتشريدز" أو "إتش. إم. أو" اختصاراً. يستطيع هذا المكون الوصول إلى الأمعاء الغليظة من دون أن تتعرض جزئياته للتحطيم من قبل المعدة، نظراً إلى عدم وجود أنزيمات قادرة على تحطيم روابطه. إذ يعمل بعد ذلك على إنتاج أحماض دهنية قصيرة ذات سلاسل أمينية قصيرة تشكل بدورها غذاءً للبكتيريا المفيدة وبالتالي تحافظ على نسبة هذه البكتيريا عالية في أمعاء الأطفال.

وعلى الرغم من حداثة الدراسة، إلا أنّ الوسط الطبي والعلمي أجمع على أن حليب الأم يؤدي وظيفة في غاية الأهمية تتمثل في الحد من نشاط البكتيريا الضارة في أمعاء الأطفال وبالتالي تجنب وقوعهم فريسة للأمراض المختلفة.

من جانبها، استقبلت حملة "الشارقة إمارة صديقة للطفل" نتائج الدراسة بالكثير من الحماسة والارتياح، خصوصاً في ظل المساعي الحثيثة التي تبذلها للارتقاء بوعي المجتمع تجاه قضية الرضاعة الطبيعة وإلقاء المزيد من الضوء على هذه المسألة باعتبارها مطلباً عاماً يفرضه الأمن الصحي المنشود.

وفي سياق تعليقها على نتائج الدراسة، قالت الدكتورة حصة خلفان الغزال، مديرة اللجنة التنفيذية لحملة "الشارقة إمارة صديقة للطفل": "تصب هذه الدراسة في صلب القضية التي نسعى إلى إيصالها للمجتمع وتكريس الوعي تجاها ألا وهي الرضاعة الطبيعية. تؤكد النتائج التي نحن بصددها اليوم أنّ حليب الأم لا يشكل فقط غذاءً صحياً للأطفال الرضع وإنما هو مضاد طبيعي للعديد من الأمراض المزمنة وعلى رأسها الحساسية".