تنشأ العادات والتقاليد غالباً لوظيفة إجتماعية ينتفع منها كل المجتمع أو بعضه. وللمرأة دور هام ومؤثر في بث هذه المعتقدات ونقلها من جيل إلى آخر، نظراً إلى دورها الكبير في عملية التربية والتنشئة. لكنّ تحقيقنا اليوم يأخذنا إلى البرازيل وموريتانيا للتعرّف إلى عادات زواج يُمكن نعتها في القرن الحادي والعشرين بعجائب الزمن الماضي إذا صحّ التعبير. البرازيل "صَدمة كبيرة" هي تلك التي تلقّاها المهتمون بعلم الأجناس (الإنثروبولوجيا) بعد إكتشاف قبيلة أمازونية ذات طقوس غريبة في الزواج تتمثل في لجوء النساء إلى إلتهام أزواجهنّ بعد المعاشرة الأولى مباشرةً. ففي منطقة نائية تسمى "فال دو جافاري" في البرازيل، خرجت قصة قبيلة "دباباس" بعدما فقدت بعثة إستكشافية برئاسة الدكتور تايلر لوميس من "مركز ساو باولو لدراسات الأجناس" الإتصال بأحد زملائها بصورة غريبة خلال رحلة للتعرف إلى عادات وتقاليد هذه القبيلة النائية عن المجتمع الآخر. وبعد ثلاثة أيام من البحث المضني، عثر المستكشفون  على بقايا زميلهم الذي إلتهمته زوجته الجديدة "كوجبة شهية". وقد أحاطت بعلماء الإنثروبولوجيا ومرشديهم خلال الجولة مجموعة من نساء قبيلة دباباس وهدّدن بإستعمال الرماح والحراب، وقد تمكنّ العلماء من تفادي لقاء مصير زميلهم بتقديم الهدايا على نحو متكرّر والعمل على خدمة نساء القبيلة. وكشفَ الناجون بعد عودتهم من المنطقة بسلام أنّ النساء يحصلن على أزواجهنّ من خلال إختطافهم من القبائل المنافسة، إضافةً إلى استخدام المراهقين أبناء زميلاتهنّ من نساء القبيلة. ولنساء القبيلة القدرة على جذب حتى أكثر الرجال خوفاً على حياتهم، غير أنّ هؤلاء الرجال يُصبحون لقمة شهية بعد قضاء "ليلة العمر" في زواج ينتهي بكارثة بشرية.   موريتانيا وبخلاف ما هو معروف في الكثير من بلدان العالم عن معايير جمال المرأة، فإنّ العادات والتقاليد الموريتانية تقضي بتسمين الفتيات لزيادة فرصهنّ في الزواج ولا تزال تتمتع بتأثير في الحياة الإجتماعية. ويعتقد الكثيرون في البلاد أنّ بدانة المرأة هي طريقها الأسهل للحصول على شريك الحياة، فالمرأة الممتلئة زينة للبيت ودليل على الرفاهية وعلو المنزلة بعكس المرأة النحيلة التي ترمز في نظر البعض إلى سوء التغذية والفقر وهي في عداد المرضى ولا تصلح أن تكون زوجة وأماً. ومن أجلِ ذلك، خضعت أجيال من الفتيات لممارسة ما يسمي بالـ"جافاج" أو "الإطعام القسري" من أجل تسمينهنّ وجعلهنّ مرغوبات أكثر. وإستعداداً للحصول على أجساد ممتلئة، لجأت بعض العائلات الموريتانية إلى شراء عقاقير السوق السوداء التي تزيد الشهية لبناتها فيما لم تتردّد عائلات أخرى في شراء دواء مخصّص للحيوانات (الإبل تحديداً) لتسمين البنات. كما أقيمت فصول متخصّصة داخل مدارس البنات للراغبات في زيادة الوزن للحصول على درجة شجرة الجميز. إذ تتناول الفتيات كميات هائلة من الطعام بهدف زيادة الوزن. ولفاعلية أكثر لهذه العملية الشاقة في وقت قصير، غالباً ما تقوم الأسر بالتعاقد مع سيدات متخصّصات في مجال برنامج "لبلوح"، وهو الإسم التاريخي الذي يُطلقه الموريتانيون على البرنامج التقليدي لتسمين الفتيات وبالأخص عندما يتأخرن عن الزواج. وحينها على كل الفتاة أن تنتقل إلى منزل "البلاحة" حيث ستواجه أقصى أنواع العقوبة إذا فكّرت في الامتناع عن تناول طعامها الجديد أو على الأقل تقيأت أثناء الأكل. وعندما تُصر الفتاة على رفض الإستمرار في تناول الطعام أو تشعر بالإعياء، تواجه عقوبة "آزيار" وهو شريط جلدي مغروس برأسين خشبيَين حادَين يتم غرس أحدهما في أصابع أرجل الفتاة أو باطن قدمها وتقوم "البلاحة" بسحب الثاني بشدة مما يُحدث آلاماً شديدة. وبعد، لكِ الكلمة الأخيرة عزيزتي القارئة!