"مرض اغتيال الأنوثة أصابني" هذه هي الكلمات التي استخدمتها لينا لإعلام زوجها بأنّها مصابة بسرطان الثدي. علمت لينا بإصابتها عند إجراء صورة الشعاعية بسبب إصرار ابنتها الكبرى. إذ كانت لينا ترفض دائماً إجراء هذه الصورة اعتقاداً منها بأنّها لا تعاني من أي ألم في صدرها أو أي عوارض تشير الى سرطان الثدي. وقع الخبر كالصاعقة على لينا التي تبلغ 50 عاماً وهي أم لثلاثة أولاد أصغرهم في الـ 23 من عمره.

اكتشفت لينا مرضها في مرحلته الثانية تقريباً، وكان الورم يبلغ حوالي 5 سنتيمترات في الثدي الأيسر، ما أثار ذعرها. أخبرها الطبيب أنّ نسبة شفائها هي حوالي 66% خلال هذه المرحلة بعد تحديد حجم الورم وإجراء الفحوص اللازمة التي تتضمن أخذ خزعة من الثدي للتأكد من وجود السرطان. فقدت لينا كل الأمل بالعيش خلال هذه الفترة، وكانت طوال الوقت كأنّها تودّع هذه الحياة إلى الأبد. طلب الطبيب من لينا الخضوع فوراً للعملية الجراحية التي سيزيل فيها الثدي الأيسر بأكمله.

بعد استئصال الجراحي، خضعت لينا للعلاج الكيميائي وبعض جرعات العلاج الإشعاعي للعقد الليمفاوية الباقية الموجودة تحت الإبط. مرحلة العلاج الكيميائي كانت الأصعب، فالشعور بالغثيان والتعب كان يرافق لينا دائماً. أفراد عائلتها كانوا إلى جانبها طوال الوقت وكانوا يدعون لها بالشفاء العاجل، خصوصاً عندما كانوا يشعرون بكل العذاب الذي تعانيه "زهرة العائلة" كما تصفها ابنتها الكبرى.

مرت 6 أشهر والموت كان الوسواس الأكبر لدى لينا. إلا أنّ الطبيب أخبرها بأنّها شفيت من سرطان الثدي وبأنها ستواصل حياتها مع عائلتها. لكنّه طلب منها إجراء الفحص الذاتي شهرياً والخضوع للماموغرم (الصورة الشعاعية سنوياً) من أجل عدم الوقوع مجدداً في فخ سرطان الثدي.

 نعم! لينا هزمت سرطان الثدي رغم لحظات الضعف التي مرت عليها. لكن عزيمة البقاء كانت أقوى. وكل امرأة في العالم يمكنها أيضاً أن تهزم سرطان الثدي تماماً كما فعلت لينا والبقاء إلى جانب عائلتها التي تحبّها.