عادةً ما يتشاجر الأطفال بسبب أشياء قد لا يستوعبها الآباء، كأن يتنازعوا مثلاً على ركوب الدراجة الجديدة أو الحصول على الآيس كريم، التي تبدو لهم أكبر حجماً، أو حتى من أجل الجلوس إلى جانب أبويهم. وصحيح أنه قد يصعب على الآباء مشاهدة الشجار بسلبية، لاسيما إذا ارتفعت أصوات الأطفال أو بدأوا في الاشتباك بالأيدي، إلا أنه من الأفضل ألا يتدخل الآباء في هذا الوقت مطلقاً. وإذا لم يتسنى لهم الالتزام بذلك، ينبغي عليهم على الأقل أن يقوموا بوضع قواعد محددة بغرض إنهاء الشجار فحسب. وعند فض الشجار بين الأطفال تذكري النقاط التالية: -    الشجار في حد ذاته لا يُعد شيئاً سيئاً على الإطلاق، بل على العكس فهو يتمتع بأهمية كبيرة في تطور شخصية الطفل؛ حيث يُمكن للطفل من خلال الدخول في نزاعات مع الآخرين تعلم كيفية التعبير عن احتياجاته ورغباته وكذلك كيفية الانتصار على الآخرين. -    من خلال الشجار، يعايش الطفل أيضاً شعور المكسب تارة والخسارة تارة أخرى، بل ويتعلم أهمية الوصول إلى حلول وسطى مع الآخرين. -    يُسهم تعلم الطفل لكيفية إدارة الشجار الذي يخوضه مع الآخرين في تنشئته الاجتماعية بشكل كبير. لذا فإن مَن لم يتعلم ذلك في مرحلة طفولته، يصعب عليه مواجهة أي شجار في المجتمع بعد ذلك؛ حيث يواجه مشكلة في الاندماج داخل المجتمع وكذلك في إثبات ذاته. -    ينبغي على الآباء الالتزام بعدم التدخل، على الأقل طالما أن الشجار لم يخرج عن حدود اللياقة ولم يتعدى أحد الطرفين على الآخر بالفعل أو القول. أما إذا حدث ذلك أو استمر الشجار لفترة زمنية طويلة بلا نهاية، فيجوز لأحد الأشخاص البالغين حينئذٍ كالأب أو المعلم التدخل لفض هذا الشجار. -    يجب أن يتسم الشخص الذي يتدخل لفض النزاع بين طفلين بسمات معينة، كي يتسنى له التحكيم بينهما على نحو سليم وكذلك كي ينقل للأطفال ثقافة إيجابية في هذا الشأن. -     ويندرج ضمن هذه المواصفات ألا يقوم هذا الشخص بفض الشجار بين الطفلين من خلال كلمة رادعة فحسب؛ لأن مثل هذه الطريقة لا تُسهم في حل النزاع على الإطلاق ولكنها تؤجله فقط. -    ويؤكد الخبراء أهمية ألا ينحاز هذا الشخص إلى طرف ضد الآخر وكذلك أن يسمح لكل من الطرفين بشرح وجهة نظره. وكي يتسنى لهذا الشخص أن يكون منصفاً في حكمه وأن يعرف الأسباب التي أدت إلى الشجار في البداية.