من المعروف أنّ عقد الزواج يضمن للمرأة بعض حقوقها الأساسية، لكن إصرار بعض النساء على وضع شروط غير تقليدية قد يشير إلى خطر في العلاقة. ورغم ما تُسبّبه فكرة وضع شروط معيّنة لإتمام الزواج من خلافات بين الطرفين بإعتبارها فكرة مستحدثة على مجتمعنا الشرقي، تتمسّك الكثير من الفتيات بشروطهنّ في العقد ولو أدى بهنّ الأمر إلى فسخ الإرتباط. آراء من المجتمع "أنا زهرة" سألت بعض قرائها وعادت بهذه الآراء التي ننشرها لكِ باستخدام أسماء مستعارة إحتراماً للخصوصية: مازن: أرفُض وضع أي شرط لأنّ في الأمر ما ينم عن إنعدام الثقة. مصطفى: هل تضمن الزوجة تطبيق الزواج لما نص عليه العقد والعكس بالعكس؟ محمد: أنا كرجل شرقي لا أرضاها على كرامتي واحترامي لنفسي. أيمن: قد أكتب لها ما تريد، لكن أشترط عليها المعاملة بالمثل في المقابل. سارة: إذا رغبَ الزوجان في الإستقرار، يجب أن لا يشترطا على بعضهما شيئاً. ليلى: مِن حقي أن أشترط ما أريد، فالحياة لا تضمن أحداً. زينب: نعم وضعتُ العصمة في يدي ليس لقلة الثقة بهِ ولكن لعدم إنصاف المجتمع وبعض الشرائع لحقوق المرأة. روان: كنتُ لأخلع زوجي لو لم توافه المنية في حادث سير قبل ساعات من اكتشاف خيانتِه لي. ماذا عن الشرع؟ في ما خصّ الشرع، يؤكد الشيخ أحمد درويش الكردي، رئيس محكمة بعبدا الشرعية السنية في لبنان، أن تقييم الآثار القانونية التي تترتّب عليها شروط عقد الزواج يختلف بحسب نوعية الشرط. بعض الشروط التي تخالف الشريعة الإسلامية تُعدّ باطلة، كاشتراط الزوجة أنه بمجرد زواج زوجها للمرة الثانية تُعد طالقاً من تلقاء نفسها. فيما تُعتبر شروط أخرى جائزة ولا لبس فيها مثل إشتراط الزوجة أن يرتفع مهرها إذا تزوّجَ زوجها عليها. أما بالنسبة إلى شروط إنفصال الذمة المالية واستمرار المرأة في العمل بعد الزواج مثلاً، فهذه تُعدّ تحصيلاً حاصلاً لأنها من حقوق المرأة ولا تحتاج إلى نص لإثباتها. ويعزو الشيخ الكردي وضع العديد من الفتيات شروطاً معيّنة إلى شعورهنّ بالراحة النفسية على مستقبلهنّ وتبديد الخشية من ضياع حقوقهنّ، وبالتالي تأمينهنّ وتنبيه الأزواج لأهميتهنّ وكيفية رعايتهنّ. شرط وإلا... وبين الشرع والعِلم ودور المرأة في المجتمع وما للفكرة من آثار سلبية كعزوف الشباب عن الزواج وتفاقم نسبة العنوسة، يبقى وضع الشروط بالإتفاق والعقد شريعة المتعاقدَين، والإخلال بها يُبطل الإتفاق. وفي ما يلي أبرز الشروط غير التقليدية التي تُوضع في عقد القران: أن تكون العصمة في يد الزوجة. إشتراط أهل الفتاة على العريس بالسماح لزوجته بإكمال تعليمها. إشتراط تأمين مسكن خاص للزوجة مستقل عن أهل الزوج. أن تسكُن الزوجة بجوار أهلها. إستقلال الذمة المالية للزوجة عن زوجها. أن يَكتب الزوج لزوجته شيكاً مصرفياً على بياض. عدم إدخال القنوات الفضائية إلى منزل الزوجية أو سماع الموسيقى. منع الزوج من السفر خارج البلاد إلا بصحبة زوجته. فى حال تزوّجَ عليها، تعتبر الزوجة طالقاً من تلقاء نفسها. أن تكون شقة الزوجية من حق الزوجة. إحتفاظ الزوجة بالمنقولات الزوجية في حال الإنفصال أو الطلاق. يَدفع الزوج مبلغاً من المال عن كل مخالفة إتفقا عليها قبل الزواج. عدم زيارة الأهل إلا بإذن الزوجة والعكس بالعكس. المساهمة المادية في المنزل إذا كانت الزوجة تعمل. عدم قص الشعر (بالنسبة إلى الزوجة أو الزوج). تفادي زيادة وزن الجسم عن المنصوص عليه في عقد الزواج. إجبار الزوجة على وضع الحجاب أو النقاب. وأنتِ عزيزتي القارئة ما رأيكِ، هل يمكن أن تشترطي على زوجكِ عدم قص شعره أو زيادة وزنه؟ ماذا لو أصابه المرض وأُتلف شعره؟ ماذا لو زاد وزنه عن المعتاد من دون أن يدري؟ نعم، لكِ الحرية أن تحافظي على كيانكِ ومستقبلكِ، ولكن ما لا يحق لكِ (ولا يحق لهُ أيضاً) هو الإشتراط على إرادة الزمن ومشيئة الله سبحانه وتعالى في ما يُخفيه لكما المستقبل. كما لكِ لهُ، والزواج وفاء وإستقرار وأمان لليوم والغد والسنوات القادمة.