كالعادة، تتسرّب الأخبار عن خلافات بين نجمتي "في غمضة عين" وتبدأ الصحافة في نشر التفاصيل التي تروي وقائع وتفاصيل تثير نهم القراء. لكن بعد النشر مباشرة، نقرأ تكذيباً على لسان النجمتين يؤكد أنّ كل ما تردد في هذا الشأن لا أساس له من الصحة.

كان نصيب كل من أنغام وداليا البحيري كبيراً في هذا الشأن خلال رمضان الماضي، خصوصاً أنّها كانت التجربة الأولى لأنغام والمخرج سميح النقاش. وكان منتج المسلسل والمشارك أيضاً في البطولة محمد الشقنقيري قد حاول أكثر من مرة رأب الصدع بين النجمتين ونفي حدوث أي خلاف. إلا أنّه بسبب تلك النزاعات، تأجل المسلسل ولم يُعرض في رمضان الماضي. وفي الوقت عينه، ظهرت أنغام في لقاء مع نيشان ضمن برنامجه "أنا والعسل" في بداية رمضان وسألها عن حقيقة ما تردد، فمزّقت أوراق السلوفان الملونة التي تغلّف الحقيقة وأعلنت بلا مواربة: "ليست بيننا كيمياء".

 هذا يعني أنّها تؤكد الحقيقة التي تتبعتها أكثر من مطبوعة. وعندما تفتقد الكيمياء بين بطلتين على الشاشة، فإنّ هذا يعني أنّ العمل الفني سيأتي بلا إحساس ولا روح لأن الفنان ليس مجرد أداة لتنفيذ دور. أنغام أكثر مباشرة لا تتعامل أبداً بأسلوب تزويق الحقيقة، ولكنها تعلنها مباشرة و"اللي يحصل يحصل". الغريب أنّها أجبرت أيضاً داليا على ذكر الأسباب نفسها. قالت بتعبير مشابه في أكثر من جريدة إنّها تفتقد الكيمياء مع أنغام. رغم ذلك، لا يزال التصوير يجري على قدم وساق، وسوف يتم استكمال المسلسل للعرض خلال الأسابيع القادمة.

يلجأ كل النجوم عادة إلى إنكار حدوث أي خلاف. شيء مشابه حدث بين فيفي عبده ونبيلة عبيد أثناء تصوير الجزء الثاني من "كيد النساء" وهو ما شاهدناه أيضاً في الجزء الأول بين فيفي وسمية الخشاب. لكنّ ما حدث أنّه في المرتين، كان يأتي التكذيب من الأطراف كلها. أكثر من ذلك، عندما التقت فيفي ونبيلة في دار الأوبرا المصرية، حرصتا على نفي ذلك بتلك القبلة الشهيرة التي تم توزيعها على الصحافة كأنهما تنكران وقوع هذا الصراع. ونقرأ عادة التكذيب الذي يؤكد أنّه ليس صحيحاً أنّ هناك خلافاً، والعلاقة بينهما تعتبر نموذجاً للمثل الشهير "سمن علي عسل دلالة".

التاريخ يؤكد لنا دائماً أنّ النفي هو الوسيلة الدائمة التي يلجأ إليها النجوم كلما واجهتهم مشكلة. ولهذا مثلاً شاهدنا عبر الفضائيات هذا التسجيل الشهير الذي يجمع بين فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، ويعاد في ذكرى كل منهما، ولا نستمع إلا وهما يقولان إنّه لا صحة لتواجد خلاف بينهما وأنّ الصحافة هي التي تطلق هذه الشائعات المغرضة وأنّه رداً على ذلك، سوف يقدمان أغنية مشتركة من تلحين فريد وغناء حليم.

وبالطبع، هذا لم يحدث، ولم تكن بين فريد وعبد الحليم أي كيمياء. كان فريد يتصوّر وجودها بينما أدرك عبد الحليم أنّها ليست موجودة. ولهذا بعد أن يشرع فريد في تلحين الأغنية، يكتشف أنّ عبد الحليم يتهرب منه ولا يعثر له على أثر.

أتذكر شيئاً عن غياب الكيمياء أيضاً بين عادل إمام وآثار الحكيم في فيلم "النمر والأنثى" قبل 20 عاماً. كان عادل يريد أن تصوّر آثار قبلة بينهما بكاميرا الفوتوغرافيا لنشرها في الجرائد. اعترضت آثار وطلبت طرد المصور الفوتوغرافي الذي التقط الصورة وتمسّك عادل بالمصور وأصر علي بقائه ضمن الفريق الفني للفيلم. وأكمل كل من آثار وعادل التصوير وليس بينهما تلك الكيمياء ولم يلتقيا مجدداً بعد هذا الفيلم. المؤكد أنّ عادل كان يعترض على ترشيحها لمشاركته البطولة كونه الأكبر.

الكيمياء مثلاً حالت أيضاً دون لقاء أم كلثوم وفريد الأطرش، فلم تغنّ أم كلثوم من ألحانه. وهو ما يمكن أن تستشعره مثلاً في عدم غنائها أي كلمات من تأليف شاعر غنائي كبير مثل حسين السيد الذي رددت كلماته كل الأصوات العربية ما عدا "كوكب الشرق".

الكيمياء حالة قد نراها كثيراً في العلاقات الفنية لتصبح تعبيراً مهذباً عن الخلاف الحاد. وكم من الصراعات الحادة التي ترتكب باسمك أيتها الكيمياء!