نستكمل مجدداً سلسلة "الطريق إلى القفص الذهبي" مع Cartier ونصل اليوم إلى ما يمكن أن نطلق عليه "الرومانسية الماسية" أو بكلمات أدق "أعظم قصَص الحب في العالم". قصَص حفرت بصماتها خلال القرن العشرين ولا يمكن إلا ذكر ماسات Cartier، القاسم المشترك بينها والمؤرّخ الرسمي لها. من الأيقونة السينمائية إليزابيث تايلور إلى الرائعة غريس كيلي وصولاً إلى دوقة ويندسور، يبدو أنّه لدينا الكثير للحديث عنه وإكتشافه عن حياتهنّ وحبهنّ ومرافقة Cartier لهنّ في معظم مراحل حياتهنّ. فهيّا بنا نكنشف كل قصّة على حدة: ليز تايلر وأكبر الخواتم في العالم تلقت إليزابيث تايلور، وهي إحدى أعظم ممثلات السينما الأميركية وأكثرهنّ شهرة، خاتماً من أكبر الخواتم التي عرفها العالم. ماسة بوزن 69.42 قيراطاً، يمكن وضعها كقلادة على عقد أو كخاتم، من تصميم Cartier. أمّا المصدر فيعود إلى النجم ريتشارد بيرتون (زوجها الخامس) الذي قدّمه للنجمة ذات العيون البنفسجية الساحرة كرمز غرامه وإرتباطه الأول بها. وقد حملت هذه الماسة الإستثنائية لاحقاً إسم "ماسة كارتييه- بيرتون-تايلور". وقد تلقت ليز أيضاً أثناء زواجها من مايك تود (زوجها الثالث) طقماً من الماس والروبي الأحمر من Cartier، إلا أنّه ليس بشهرة ماسة "بيرتون-تايلور". غريس كيلي، خاتم خطوبة أسطوري جسّدت غريس كيلي الأميرة العصرية والكلاسيكية في آن، وأصبحت رمزاً للأناقة التي لا تُضاهى. إنعكست بساطتها ونقاؤها في ميولها الشخصية المميزة. وكانت هذه الممثلة الأميركية التي إكتشفها المخرج ألفريد هيتشكوك مثالاً للرقي والأناقة ولاقت صداها في مجوهرات Cartier. ثم ترسّخت هذه العلاقة الفريدة في كانون الثاني (يناير) 1956، عندما خطبها الأمير رينيه الثالث بخاتم خطوبة بلاتيني من Cartier، رُصّعَ بماسة ذات شكل زمردي وصل وزنها إلى 10.47 قيراطاً. أمّا عند زفافها في العام نفسه، فظهرت في صورها الرسمية متألقة بتاج من البلاتين من Cartier مرصّع بماسات دائرية وماسات باغيت، ومزين بثلاث أزهار من الياقوت المصقول. قطعة تعد شاعرية تمّ تحويل زهورها الثلاث إلى بروشات وضعتها الأميرة طيلة حياتها. وفي يوم الزفاف نفسه، وضعت عقداً بديعاً من ثلاثة حبال دائرية وصل إجمالي وزنها إلى 58 قيراطاً. لاحقاً، تبنّت الأميرة مجموعة حيوانات من Cartier مثل كلب البودل الذي تزينه 270 ماسة مثبتة في البلاتين. وقد تزينت به كبروش فوق ثوب موندريان الشهير الذي صمّمه لها الفرنسي إيف سان لوران. وهنالك بالطبع الدجاجة الرقيقة التي صُنع جسدها من لؤلؤة كبيرة، بينما إستقرت ثلاث لآلئ صغيرة من تحتها على شكل بيض. Cartier شاهد على إنتصار الحب بين دوق ودوقة ويندسور شهد الثالث من حزيران (يونيو) عام 1937 واحداً من أهم الأحداث السياسية والإجتماعية التي عرفها القرن العشرين، وكان ذلك في منطقة تورين الفرنسية. إستضاف قصر كاندية في مونت حفل زفاف سطّره التاريخ: زفاف دوق ويندسور والأميركية واليس سيمبسون. ولم يمر وقت طويل قبل أن يصبح هذا الزواج رمزاً لإنتصار الحب على التقاليد الصارمة. بالنسبة إلى المجوهرات، فقد تبادل العروسان خواتم زواج من Cartier. وفي العام نفسه، اتّصل الدوق بالدار ليطلب زوجين من الأقراط المصنوعين من اللآلئ والمرجان والماس، إلى جانب سوار مرصّع برأسين من الياقوت ومزين بالماس اللامع. الملك الذي إختار الحب بدلاً من العرش، أراد أن تكون زوجته المرأة الأروع زينة في العالم وقد كانت كذلك بالفعل. لم يكن هناك من شيء يصعب فعله بالنسبة إلى دوق ودوقة ويندسور. جنباً إلى جنب، طلبا قطعاً شديدة الخصوصية من Cartier لتعكس حبهما الذي لا يموت. ومكنّهما صانع المجوهرات من الإحتفاظ بتذكارات لرحلات العاشقين، فحفر لهما جدول زياراتهما على علبة سجائر من الذهب، وعلى صندوق بودرة مرصع بالحجارة الكريمة. كما حفر لهما خارطة أوروبا على غطاء الصندوق إلى جانب المدن التي زاراها وتمت الإشارة إليها بحجارة كريمة مختلفة الألوان. منه إليها... صمّم لها بروش بكلمة "نحن"، وكتب لها رسالة خطية إحتفظت بها الدار ويعود تاريخها إلى عام 1937، وصف فيها بالضبط كيف يريد أن يبدو ذلك البروش وأحرفه المتعانقة. ولم يخلُ ظهور الدوقة أمام المجتمع يوماً من عناصر الإبهار والسحر والأناقة التي تفرض نفسها. شياباريللي، فالنتينو، بالنسياجا، ديور، جيفنشي، سان لوران، جاك فات، بوتشي... هي فقط القليل من الماركات التي تألقت بها. وفي صورة لها في حفل أقيم في قصر فرساي عام 1953، إرتدت عقداً رائعاً من الفيروز والأميثست حمل توقيع Cartier بالطبع منذ عام 1947. وكانت الدوقة عاشقة للبروشات بتصاميم الحيوانات البديعة.