قصة من ملفات المستشار أشرف العسال مستشار ديني وأسري بدائرة قضاء أبوظبي مسألة اليوم للزوجة (سميرة) يبدو أنها زوجة على قدر عال من الجمال لكنه يكسو وجهها الحزن والقلق ، دخلت وبعد أن ألقت السلام سألتها لماذا تريدين الطلاق كما ذكر بطلبك؟ فأجابت:ربما لا يعتبرها البعض عندما يسمعها أسبابا تافهة ولا تصل إلى حد طلب الطلاق، لكنها في نظري أوصلتني لأقصي مراحل البغض لحياتي معه . قلت لها : فصلي كلامك أكثر . قالت سميرة : زوجي غبي جدا مشاعره العاطفية جامدة لم أسعد يوما واحد في زواجي معه إضافة إلى أنهلا يمتعني في السرير لأن كل العلاقة عنده لا تتعدى الخمس دقائق ويتم دون موافقتي ورغما عني ، وعندما أطلب منه يقول إنه تعبان، هو كريم مع الناس ومع أهله وبخيل معي أنا عاطفيا وماديا بالاضافة إلى أنه كثير الكذب وعندما أقول له الكذب حرام يقول أنا أمزح !! طلبت منه الطلاق قبل أن أحمل منه ولكنه رفض وأحيطكم علما أني أجهضت مرتين بسب معاملته والآن وبعد أن نفذ صبري أفكر في الطلاق ولكن ابنتي هي سبب عرقلة الطلاق ، أريدها ان تعيش بين أمها وأبيها مثل ما عشت أنا ولكني لا أستطيع أن أتصنع الاحترام لزوجي، فانا لا اعتبره موجودا في حياتي مع أني مازلت أحاول الإصلاح ولكنه غير متعاون معي أرجوكم ساعدوني فصحتي تتدهور يوم بعد يوم .قلت :   يبدو أن زوجك ضحية تربية غير مكتملة، وضحية أفكار غير طبيعية عن العلاقة الجنسية ، ويعاني من مشاكل نفسية تؤدي به إلى خوفه من الفشل في الجماع ، مما يؤدي إلى حرصه على الانتهاء من الجماع بأسرع ما يمكن ، وهذه كلها أمور لها علاج ومتوفر الآن في كل بقاع الدنيا ، وبمقدوره أن يراجع الأطباء والأخصائيين ، ولكن لكي يقدم على هذه الخطوة يحتاج إلى تشجيع منك وحسن سياسة ؛ لأن كثيراً من الرجال يعتبرون مجرد الذهاب إلى أخصائي في هذا المجال طعن في رجولته ، وتشكيكٌ في فحولته. وأحب أن أؤكد على أهمية دورك في تحقيق هذه المهمة، وضرورة تناسي هذه السلبيات التي أشرت إليها، مع اعتذاري لك وأسفي الشديد ما كنت أتمنى أن تصدر منك هذا الألفاظ عن زوجك ؛ لأنها ليست طيبة في حقك ، فأي امرأة فاضلة مثلك يمكنها أن تقول عن زوجها بأنه غبي جداً ، هذه عبارات غير مشروعة وغير لائقة ، وتحتاج منك إلى توبة واستغفار ؛ لأنها لا تجوز شرعاً ، وسيحاسبك الله عليها يوم القيامة ، غيري طريقة تعاملك مع زوجك ، استعملي وسيلة أفضل في التعامل ، تزيني وأحسني استقباله عند حضوره من خارج المنزل ، غيري طريقتك في الحديث والحوار ، ولا تعاتبيه أو تأنبيه على تصرفاته التي لا ترضيك ، اعلمي أنك بذلك تحافظين على بيتك وأسرتك من الدمار وابنتك من الضياع ، وهذا ليس ضعفاً أو جبناً أو خوفاً ، وإنما هو عين الشجاعة والقوة ، وبهذه النفس الجديدة والرغبة الصادقة سوف تغيرين زوجك ، وتحافظين على عشك ، وتستقرين في بيتك ، وتسعدين بأولادك . فاستجابت الزوجة و عزمت على تبدأ باتباع تلك التوجيهات و تطبيقها .