عند الإصابة بنزلة، برد يُعاني كثيرون من اضطراب في حاسة التذوق؛ فلا يُمكنهم التمييز بين مذاق القهوة والعصير أو اللحم والجبن. ومع الشفاء من نزلة البرد، تزول هذه الأعراض المؤقتة. غير أن هذه الاضطرابات قد تكون دائمة لدى البعض. وترجع هذه الاضطرابات الدائمة في حاسة التذوق إلى العديد من الأسباب، ما يجعل تشخيصها أمراً صعباً. ويقول البروفيسور توماس هومل من جامعة «دريسدن» الألمانية: "تلعب حاسة الشم دوراً هاماً في إدراك الإنسان للنكهات المختلفة والشعور بمذاق الطعام". ويلتقط البروفيسور كارل بيرند هوتنبرنك من «الجمعية الألمانية لطب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة» في مدينة بون طرف الحديث، قائلاً: «يتولى عصب مخي واحد مسؤولية حاسة الشم، بينما تقع مسؤولية حاسة التذوق على ثلاثة أعصاب مخية». وأضاف أنّ حاسة اللمس الشفهية التي يتولى مسؤوليتها العصب التوأمي الثلاثي، تلعب هي الأخرى دوراً هاماً في الإدراكات الحسية الخاصة بتذوق الطعام، كأن يدرك الإنسان مثلاً المذاق الحريف للفلفل الحار.   تعدد الأسباب ويُرجع الأطباء اضطرابات التذوق الخالصة، أي غير المرتبطة بحاسة الشم، إلى الأضرار الواقعة على مستقبلات التذوق أو إصابات الأعصاب المخية أو لوجود خلل بالمخ، كالذي يحدث عند السقوط على الرأس أو عند الإصابة بأورام الدماغ أو بأمراض نفسية. كما قد تعود أسبابه إلى الإصابة بعدوى أو نتيجة تلقي العلاج الإشعاعي أو الخضوع للعلاج الكيميائي أو عن طريق تناول نوعيات معينة من الأدوية. وبعدما أجرى هومل وزملاؤه بحثاً على 4680 من مرضى اضطرابات التذوق، توصلوا إلى أنّ 491 شخصاً فقط هم الذين يعانون من اضطرابات تذوق خالصة، بينما لم يتم استيضاح أسباب هذه المتاعب من الأساس لدى ثُلث المرضى. وبالنسبة إلى باقي المرضى، فقد عانى ربعهم من اضطراب في التذوق نتيجة الإصابة بجروح أو التعرض لحوادث، بينما رجع سبب اضطرابات التذوق لدى ربع آخر منهم إلى باقة واسعة من الأسباب، من بينها تناول الأدوية، في حين كانت العمليات الجراحية سبباً في إصابة 15 % من المرضى باضطرابات التذوق.