يحكى أن ابنة طباخ اشتكت إلى أبيها مصاعب حياتها وأنها تعبت من المشاكل ، فلا تكاد تنهي واحدة حتى تظهر لها جديدة، أخذها أبوها إلى مطبخه، حيث ملأ 3 أوان بالماء ووضعها على نار ساخنة، وما إن بدأت في الغليان حتى وضع في الإناء الأول جزراً، وفي الثاني بيضه، وفي الثالث حبوب قهوة، واستمر في صمته إلى أن نضجت جميعها والفتاة يكاد ينفد صبرها. بدأ بالجزر، فطلب منها أن تتحسسها، فلاحظت أنها أصبحت طرية رخوة، ثم طلب منها تقشير البيضة فلاحظت أن البيضة باتت صلبة، ثم طلب منها أن ترتشف القهوة، ففعلت وهي تسأله: والمعنى يا أبي؟ فقال: اعلمي يا ابنتي أن كل من الجزر والبيض والبن واجه الخصم نفسه، وهو المياه المغلية، لكن كل منها تفاعل معه على نحو مختلف. لقد كان الجزر قوياً وصلباً فما لبث أن تراخى وضعف، أما البيضة فلقد كانت قشرتها الخارجية تحمي السائل بداخلها الذي مالبث أن تصلب عندما تعرض للمياه المغلية، أما القهوة فكان رد فعلها مميزاً إذ أنها استطاعت تغيير الماء نفسه. وماذا عنك أنت؟ هل أنت الجزرة التي تبدو قوية متماسكة وما إن تتعرض للألم حتى تصبح رخوة ضعيفة؟! أم أنك البيضة ذات القلب الرخو، ولكنه إذا ما واجه المشاكل أصبح قوياً صلباً؟! أم أنك مثل البن الذي يغير الماء وهو مصدر ألمه إلى شيء جديد ولذيذ؟!