لا يحتاج الأطفال بالضرورة إلى أشياء باهظة الثمن ليلعبوا ويلهوا بها، مثل القصر الكبير المشيد من أحجار الليغو أو ألعاب الكمبيوتر الاستراتيجية المتطورة.

وتعلل غودرون شفارتسر، مديرة قسم علم نفس النمو بجامعة غيسين الألمانية، ذلك بقولها :"الأطفال الصغار في سن ما قبل المدرسة تحديداً يجدون كل ما يرونه أمامهم ويمكنهم مسكه خلال حياتهم اليومية، شيئاً مثيراً". وأوضحت شفارتسر أن الأطفال يمكن أن يلعبوا مثلاً بأدوات غير خطرة أو ورق أو أدوات المطبخ.

وأضافت أستاذة علم النفس الألمانية :"في بعض الثقافات لا يلهو الأطفال بأية لعب خاصة على الإطلاق، وهم يتعلمون ويتطورون ذهنياً بنفس معدل الأطفال الذين يمتلكون لعباً كثيرة". وتفسر شفارتسر ذلك بأن اللُعب الخاصة ليست شرطاً أساسياً للنمو بشكل صحي.

 لذا تنصح شفارتسر الآباء بألا يبالغوا في تصوراتهم عن نوعية الألعاب التي يمكنها تعزيز نمو القدرات الذهنية لدى أطفالهم، مشيرة إلى أن هذه المبالغة قد تقف عائقاً أمام التطور الذهني لدى الأطفال. وتعلل عالمة النفس الألمانية ذلك بقولها :"التوقعات العالية والضغط الذي يمارسه الآباء قد تُثبط عزيمة الأطفال".

من جهة أخرى، يتجه معظم الآباء لشراء الكثير من الألعاب لأبنائهم، وخاصة تلك التي يقال عنها أنها تعزز القدرات الذهنية والذكاء والتفكير، ولكن في الحقيقة لا يوجد دليل مثبت خلف هذه الألعاب ومدى تأثيرها، وهي ليست نتيجة دراسة علمية بل يقف خلفها مشروع تشويقي ضخم يغري الآباء بتقديم الأفضل لأبنائهم، معتقدين أنهم بشراء هذه الألعاب الثمينة يحسنون من شروط طفولة أبنائهم.

مايحتاجه الأبناء أن يتمتعوا بجو أسري حر ومطمئن يسمح لهم بالتعلم والتطور، وأن نعلمهم العادات الجيدة كالإصغاء والمتابعة والقراءة والتأمل.