لأن العيد «لَـمّـة»، جاءَت هذه «اللَّمّة» في عيد الفطر السعيد مُتميّزة في الكويت. فقد جَمَعت عملاقَتي الدراما الخليجية، الفنانتين القديرتين الكويتيتين، سعاد عبدالله، نجمة مسلسل «خوات دنيا» في رمضان مؤخراً، وحياة الفهد، نجمة مسلسل «حبر العيون»، أو «أُم طلال» و«أُم سوزان»، في سهرة مُتميّزة فيها الكثير من الحُب والاحترام والتقدير، تحت عنوان «ليلة مِن العمر». خطّط لها تلفزيون الكويت في جزءين، تَولّت تقديمهما المذيعة الكويتية اللَّبقَة، ذات الخبرة والدراية والهدوء والاتّزان، منيرة عاشور. في البداية قالت لنا منيرة: «فكرة السهرة جاءت من تنسيق طاقم الإعداد، برئاسة الزميل قاسم عبدالقادر، إنما ضيفَتَا السهرة سعاد وحياة، هُمَا مَن اختاراني لكي أتولى تقديمها، إذ تربطني بهما علاقة على الصعيدين الإنساني والفنّي. فكلتاهما تعرفان والدي الذي كان لاعب كرة قدم، ومن ثم حَكَماً دوليّاً. بالتالي، علاقته مع المشاهير والفنانين كانت قويّة. أمّا على الصعيد المهني، فَحَدَث أن التقيت كل واحدة منهما وحاورتها بمفردها، في برامجي السابقة على الإذاعة أو التلفزيون، لكنهما لم تَظْهَرَا معاً في أيّ لقاء مشترَك. من هنا، اعتبرت سهرة عيد الفطر التي جمعتهما، هي الأولى التي تُطلان بها معاً بعد طول غياب. ولا يسعني إلا أن أصف لقاءهما، بأنه كان بمثابة جلسة عائليّة عفويّة جميلة». «زهرة الخليج» التقَت منيرة عاشور، فحدّثتنا عن كواليس تلك القمة الخليجية، وما خرجت به من مُشاهَدات عن نجمتيها؟ منيرة، هناك مَن تجاهل لقاء القامَتَيْن سعاد عبدالله وحياة الفهد معاً، في سهرة «ليلة من العمر»، وذُكر أن «النجمتين في مثل هذه السن، حاولتا أن تُلملمَا بعضهما بعضاً. لذلك، قبِلتا وضع خلافهما جانباً، والاجتماع في سهرة مشتركة، لاسترداد الأضواء التي توجّهت إلى فنانات أخريات أكثر شباباً. وللأسف، صَحْوَة سعاد وحياة مُمَثّلةً في مصالحتهما، جاءت متأخرة وفي الوقت الضائع».. ما تعليقكِ؟ لا، ومع احترامي من كتب ذلك النقد القاسي في حقهما، أرى أنه لا سعاد ولا حياة في حاجة إلى أن تتصالحا من أجل استقطاب الأضواء إليهما. فهما ناجحتان وأعمالهما مُشاهَدة، سواء أكانت القديمة أم الحديثة، والكلّ يتابعهما، سواء أكان في الكويت أم الخليج العربي، ومن الصغير إلى الكبير. فهما نَجْمَتَا كل الأجيال، وليس جيلاً بعينه، ولا تزالان تُحافظان على نجوميتهما. لذلك، لا يمكن بأي حال من الأحوال، التقليل من أهمّية اجتماعهما معاً. كشاهدة على اجتماعهما، ماذا لاحظتِ في كواليس لقائهما؟ أول ما أيقَنتهُ، أنّ الكلام الذي كنّا نسمعه عن وجود خلاف بينهما، ومن خلال مُشاهدَتي لعلاقتهما في السهرة، هو أمر مستحيل تصديقه. حتى إنني مازحتُ سعاد عبدالله قائلةً: «فعلاً تنطبق عليكما حال مسلسلكِ «خوات دنيا». فَعشْرَة العمر حوّلت الصداقة لتصبحا فعلاً أختين». هذا لا يمنع من الإعلان عن أنه كان هناك فعلاً اختلاف وزعل بينهما، إنما تم جمعهما العام الماضي، في مناسبة إعلان قناة «الراي» عن برامجها، وتمّت «حلحلة» الأمور بينهما، حتى اجتمعَتَا ثانية معكِ الأسبوع الماضي.. أنا سألتهُما عن الخلاف الذي كان بينهما، فأكَّدتا لي أنه لم يكن هناك ما يستحق الزعل والاختلاف. لكن الظاهر أنّ أُناساً أحبّوا افتعال المشاكل بينهما، فنقلوا إلى كل واحدة منهما كلاماً مغلوطاً على لسان الأخرى. والنتيجة، أنّ كلاًّ منهما «شالت في قلبها على الأخرى»، لكنهما بعد ذلك فهمتا الحقيقة واكتشفتا مَن سَعَى إلى الإيقاع بينهما.  ولماذا حينها لم تتأكَّدَا من الحقيقة، وتتصل كل منهما بالأخرى لتسألها عن صحّة ما بلَغَها على لسانها؟ لقد صارحتُ حياة الفهد بالأمر بحضور سعاد، وقلتُ لها: «طيّب، عندما علمتِ أن سعاد أخذت موقفاً منكِ، لماذا لم ترفعي سمّاعة الهاتف وتسأليها: «لماذا هذا؟». فأجابتني حياة: «إنّ سعاد من النوع الذي يحب أن يسمع كلام الناس ويصدّقه». هنا تدخّلت سعاد مُعلّقة لحياة: «أنتِ أيضاً فيكِ هذا الطبع، وإلا لَـمَـا صدّقتِ الكلام الذي نُقل إليك كذباً على لساني». المهم، أنهما بعد أن تصَارَحتا لم يَعُد للعتَب مطرح بينهما. طالما هكذا، لماذا لم نَرَهُمَا مُجتمعَتَيْن في عمل فنّي معاً؟ هما في رمضان، اشتركتا معاً في مسلسل إذاعي، عنوانه «صُدفة التقينا»، وهو عمل اجتماعي. لكنهما في التلفزيون يُريدان أن تكون عودتهما معاً في عمل كوميدي، لاسيّما أنّ الناس يريدون أن يروهما، كما في أعمال سابقة جمعتهما، مثل «رقية وسبيكة»، «على الدنيا السلام»، «خَرَج ولم يَعُد» و«خالتي قماشة». والحــل؟ سألتهما وصدّقت ما قالتاهُ لي، إنهما لم تجدا النص المناسب. وكما ذكرت، هما تبحثان عن نص كوميدي، لكن حسب كلامهما هناك أفكار مطروحة تُدرَس حالياً، ووعدتَانَا إن شاء الله، بأن نراهما في رمضان 2013، في عمل مشترَك، من إنتاج تلفزيون الكويت. مَن تجدين لديها الحس الفكاهي أكبر: سعاد عبدالله أَم حياة الفهد؟ - الاثنتان، والحلو فيهما أن واحدة منهما تقول النكتة والثانية تكملها. مثلاً، عندما أخذَتَا تتحدثان عن ذكرياتهما في مسلسل «رقية وسبيكة»، أضحكتنا حياة وهي تروي لنا كيف ضربت الخادمة الهندية في العمل، بعدما حفظت الهندية الدور زيادة على اللزوم، فلم يكن هناك حَلّ لكي تصمُت سوى أن تضربها حياة، وهنا جلست سعاد تُقلّدها. وبصراحة، كل واحدة من الاثنتين «أخَفّ دماً من الأخرى». صِفي لنا سعاد وحياة في كلمات؟ سعاد إنسانة طيّبة، حنون، لسانها دافئ.. تُرحّب بالكبير والصغير، فهي نجمة بأخلاقها وفنها. كذلك هي حياة، أم حنون، وإنسانة على فطرتها تدخُل القلب. ما السر أو «السكُوب» الذي خرجتِ به عن سعاد وحياة؟ إنهما طبّاختان ماهرتان حتى في السفر. فحياة كشفت لي أنّ هوايتها هي الطبخ، تماماً مثل التمثيل. أيضاً سعاد قالت لي، إنها في رمضان كانت يومياً في المطبخ. ما اللحظة المؤثّرة في لقاء سعاد وحياة؟ السهرة كانت أجواؤها فرِحة تتناسب مع فرحة العيد، خاصة أنّ المطرب سليمان القصار انضم إلى السهرة، وقدّم ثماني أغانٍ، منها ما كان بناءً على طلب حياة وسعاد، حيث طلبَتَا منه أغنية من السامري الكويتي، عنوانها «ألا يا أهل الهَوَى»، كما قدّم بناءً على طلب حياة الفهد، أغنية «بويوسف»، التي استمعنا لها في مسلسلها «الفرية». المدهش، أنّ الكثير من الإعلاميين اتصلوا بعد السهرة يسألونني: ألم تشهد كواليس السهرة دموع إحداهما؟ وصدقاً، السهرة كانت بعيدة عن أيّ دموع، بل فيها فرح وحُب وضحك. وفي نظري، اللحظة المؤثرة كانت في ختام السهرة، حيث أحضرنا قالب «جاتوه» للاحتفال باليوبيل الذهبي، لكل من حياة وسعاد. فهما بدأتَا فنياً عام 1963، أي مضى 50 عاماً على مشوارهما الفني، وبهذا المناسبة قَدّم لهما سليمان القصّار أغنية محمد عبده «مهما يقولون.. مهما صار..». في اعتقادِكِ، هل يمكن اعتبار الفنانة هدى حسين، الضلع الثالث الذي يُكمّل هَرَم سعاد وحياة؟ لا، سعاد وحياة هما ثنائي وليسَتَا ضمن مُثلّث. لذلك، من الصعب القول إنّ هدى حسين هي الضلع الثالث الذي يُكمّلهما، وهذا الثنائي لن يتكرر.  أخيراً، ماذا لفت انتباهك من دراما هذا العام؟ مسلسل «ساهر الليل»، على الرغم من أنه أعاد لنا ذكريات مؤلمة، حول مسألة الغزو الذي تعرّضت له الكويت، لكن كل الكويت تكلّمت عنه. أيضاً، أعجبني مسلسلا «خوات دنيا» و«حبر العيون». أما عربياً، فأعجبني مسلسلا «مع سبق الإصرار» و«كاريوكا».