رغم الدعاية الكبيرة التي سبقت التحضير للعمل الكوميدي "سيت كاز" الذي يؤدي بطولته أيمن رضا، مستكملاً شخصية "أبو ليلى" التي أدّاها قبل عامين في "أبو جانتي1"، إلا أنّ المسلسل لم يفلح في تحقيق نسبة متابعة من الجمهور السوري المشغول بالأحداث الساخنة. هكذا، فشل المسلسل ووقع في فخ التهريج، ما دفع مخرجه زهير قنوع إلى توجيه رسالة اعتذار للجمهور، معترفاً بفشل مسلسله، لكنّه رأى أنّ هناك أسباباً كثيرة دفعت العمل إلى السقوط. وكتب المخرج السوري في رسالته التي حملت عنوان "اعتذار مع سبق الإصرار": "بعدما شاهدت معظم نتاج الموسم الدرامي السوري والمصري، والعربي عموماً وحتى الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، فإنني ومع فخري الكبير بأنّني مشارك في دراما هذا العام (البشع) بالذات، إلا أنني أود وبصدق أنّ أقدم اعتذاري كواحد من صناع الدراما السورية عن العديد من الأشياء الشخصية والعامة أذكر منها: أعتذر عن تواضع المستوى العام لمسلسل "سيت كاز" وهو من تأليفي وإخراجي من دون أن أدخل في التفاصيل والأسباب طبعاً، أعتذر من الجمهور أولاً ونقّاد الفن وقبلهم كل زملائي الفنانين والفنيين اللذين ربما يشعرون ببعض الخيبة، أعتذر من كل الذين توقّعوا منّي نصاً كوميدياً محكماً غنياً، أعتذر من كل الذين توقعوا منّي أسلوباً إخراجياً مميزاً، أعتذر عن سوء الصورة والصوت على المحطة العارضة لأسباب خارجة عن إرادتنا جميعاً كمعظم الأشياء في واقعنا السوري اليوم. للأسف، أعتذر أيضاً عن ظهور عشرات أشرطة العواجل السياسية التي تغطي نصف مساحة الشاشة أثناء عرض المسلسلات على المحطات السورية، فهناك المهم، وهناك الأهم، أعتذر أيضاً عن سوء التسويق لأعمالنا لأسباب سياسية، وأخرى غير سياسية مع التنويه لنجاح البعض في التسويق، واعتذر عن مواعيد عرض الأعمال من دون خطة إعلامية ترويجية لائقة إلا لبعض الأعمال فقط. أعتذر باسم كل مبدع اضطر للعمل ليكسب قوت يومه رغم استغلال معظم شركات الإنتاج للأوضاع العامة لخفض الأجور، وكسر حالة الرضى عند معظم المبدعين، ما سيؤثر في نتاجهم طبعاً". وتابع قنوع ضمن اعتذارته الكثيرة: "أعتذر من كل قلبي بأنّنا مضطرون للعمل في ظروف قاسية تدمي القلوب، ولا يمكن للإبداع فيها أن يستقيم، أعتذر عن تقصيري وتشتت ذهني وضعف تركيزي أثناء كتابتي لمسلسل "سيت كاز" ربما لأسباب عامة الكل يعرفها وربما لضعف في مخيّلتي أو موهبتي. أعتذر عن ظهور التشتت وعدم التركيز على أدائي كمخرج ربما للظروف العامة ذاتها، وربما أيضاً لفقر في قدراتي وموهبتي، أعتذر من كل المشاهدين باسمي واسم كل المبدعين في الدراما السورية سواءً أولئك الذين وفقهم الله في أعمالهم ولقيت نجاحاً جماهيرياً أو الآخرين الذين كانت أعمالهم متواضعة. نعتذر عن فرق المستوى التقني والفني الواضح بين أعمالنا والأعمال المصرية وبعض الأعمال العربية، وهو الأمر الذي لا حول لنا ولا قوة فيه، بل لأنّ كبريات الشركات في سوريا سواء كانت منتجة أو منتجة تنفيذية ما زالت تتعامل مع العملية الإنتاجية بمبدأ "خلينا نوفر قد ما بنقدر"، أعتذر عن استخدامنا لتقنيات وكاميرات وإمكانيات متواضعة أصبحت بحكم التطور الهائل الحاصل لا تكفي لأكثر من تقرير إخباري أو برنامج متواضع على أبعد تقدير. أعتذر حقاً لأنّنا لسنا قادرين على منافسة الدراما المصرية (صاحبة المحطات الوطنية الكثيرة جداً) بعدما كنّا بمشاركاتنا في الدراما المصرية أولاً ورفع مستوى المسلسل السوري في الأعوام العشرة الأخيرة ثانياً قد شكّلنا السبب في عودة خروج العملاق المصري من قمقمه. أعتذر من كل زملائي الذين عاتبتهم يوماً على عدم تقديمهم أعمالاً لهذا العام، ومن زملائي الذين ابتعدوا لأي سبب كان، أعتذر أخيراً وليس آخراً من بلدي الجريح، بلدي الحبيب ومرة أخرى من جمهورنا السوري العظيم، وأدعو الله أن ينعم بلدي قريباً بالخير والسلام".