مع إشراف شهر الصوم على نهايته، بات يمكن للمشاهد الحكم على برامج رمضان الفنية التي عرضت على الفضائيات العربية. هذا العام، وقعت  هذه البرامج في دائرة التكرار واجترار أحاديث النجوم الدائمي التواجد في الإعلام سواء في رمضان أو خارجه. لم تأت تلك البرامج بالجديد للمشاهد الذي بات يعرف كل أحاديث النجوم ويحفظ كلامهم عن ظهر قلب بسبب كثرة البرامج الفنية طوال العام، وانتشار أخبارهم في المواقع الالكترونية اليومية والمجلات الأسبوعية بشكل دائم. لم تستطع البرامج أن تحقق أي سبق يذكر، خصوصاً أنّ أغلب النجوم ظهروا مراراً في أكثر من برنامج على رأسهم المصرية شيرين عبد الوهاب التي لا تغيب أحاديثها وأخبارها عن الصحافة طوال العام. مع ذلك، أصرّت على حرق صورتها في رمضان، فظهرت على المشاهدين في أربع إطلالات متقاربة. كان لها ظهور في اليوم الأول من رمضان ضمن برنامج لميس الحديدي "كرسي في الكلوب"، ثم في اليوم الثاني، ظهرت مع نيشان في برنامج "أنا والعسل" لتعود وتطلّ في حلقة   أخرى غير مبررة في البرنامج نفسه بعدما انهارت باكية وغادرت البرنامج.  كما كان لها ظهور في برنامج "التفاحة" الذي تقدّمه نيكول سابا على قناة "دريم" المصرية. وفي الإطلالات الأربع، لم يكن هناك جديد لدى شيرين لتقوله، فأحاديثها كانت مكررة ومعادة. كذلك، أطلّت ليلى علوي ثلات مرّات هذا الشهر. حلّت على برنامج "أنا والعسل"، وبرنامج "التفاحة"، و"الخطايا السبعة" الذي يقدّمه عمرو الليثي على شاشة "المحور". وكالعادة، لم يخرج الكلام عن أحاديث مكررة في الصحف والمجلات والمقابلات التلفزيونية السابقة. سمية الخشاب هي الأخرى ظهرت في ثلاثة برامج رمضانية وفي فترات متقاربة جداً. فقد أطلّت مع طوني خليفة في برنامج "زمن الإخوان"، ثم بعد يومين أطلّت في برنامج "أنا والعسل"، فـ "الخطايا السبعة". ولم يخرج الحديث في اللقاءات الثلاثة عن موقفها من الثورة والإخوان وأدوارها الجريئة في السينما. الفنانة يسرا أطلّت في ثلاثة برامج هي "كرسي في الكلوب" و"الخطايا السبعة" و"التفاحة". أما الفنانة سيرين عبد النور، فقد شاهدناها في إطلالتين متقاربتين ومتشابهتين لناحية المضمون، إذ كان محور الكلام مسلسل "روبي" الذي شاركت فيه سيرين. هكذا أطلّت مع لميس الحديدي وبعد يومين أطلت مع نيشان. يمكن القول إنّ ظهور بعض النجوم، وخصوصاً المستهلكين إعلامياً جاء بلا معنى ولم تضف إطلالاتهم أي جديد إلى البرنامج، خصوصاً "أنا والعسل" الذي كان أغلب ضيوفه من الوجوه المكررة التي أطلّت سابقاً مع نيشان في أكثر من برنامج لتأتي إطلالات النجمات كتحصيل حاصل وتعويض عن غياب نجمات قد يرفضن الظهور الإعلامي أو ربما لا تروق لهنّ تلك البرامج التي باتت مجرد ساحة للثرثرة وملء الفراغ. مثلاً، لم يكن هناك أي داع لأن تطل شيرين عبد الوهاب في حلقة ثانية من برنامج "أنا والعسل". كذلك الأمر بالنسبة إلى حلقة فيفي عبده التي كانت تكراراً لكل أحاديث عبده في حين غابت الوجوه الفنية التي يتشوّق المشاهد لسماعها كالفنانة ميرفت أمين، ونجلاء فتحي، وإيمان الطوخي خصوصاً بعد الشائعات التي تناولت زواجها من الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك  ومنع سوزان مبارك لها من العمل. أيضاً، غابت الفنانة جوليا بطرس التي تعدّ من الوجوه التي يشتاق المشاهد إلى إطلالتها. كذلك الأمر بالنسبة إلى فناني سوريا، فقد كان يمكن لنيشان أن يستضيف الفنانة القديرة منى واصف التي بحوزتها الكثير مما يمكن أن يقال، وخصوصاً موقفها من الثورة السورية وما تعرّضت له من هجمات بعد توقيعها على "بيان الحليب" الشهير، وخصوصاً أنّ ابنها عمار من أشرس المعارضين للنظام السوري. كذلك، كان يمكن استضافة مي سكاف ويارا صبري اللتين تستحقان الإطلالة على المشاهدين. من جهة أخرى، أسهم الترويج الإعلاني الذي رافق بعض البرامج في حصولها على نسبة مشاهدة أعلى من غيرها رغم أنّها لا تستحق ذلك مقارنة ببرامج أخرى. مثلاً، لا يعتبر "أنا والعسل" الأفضل رمضانياً، لكنّه ترافق مع حملة إعلامية أسهمت في انتشاره ومشاهدته خارج مصر على عكس الكثير من البرامج المصرية التي تتمتع بمضمون أقوى بكثير من برنامج نيشان كبرنامج عمرو الليثي "الخطايا السبعة" الذي يعرض على قناة "المحور" لكنّه لم يستطع المنافسة كونه لم يحظَ بدعاية كبيرة وبقي محصوراً بالمشاهد المصري. كذلك الأمر بالنسبة إلى برنامج "لا تراجع ولا استسلام" لمجدي الجلاد، فيما نال "زمن الإخوان" لطوني خليفة، و"أنا والعسل" لنيشان حصة الأسد من نسبة المشاهدة بسبب الترويج الإعلاني لهما، خصوصاً أنّ شهرة المذيعين أوسع في العالم العربي.