لم تعد تصريحات أصالة وحدها تثير جدلاً بين الجمهور، بل امتد الأمر إلى حفلاتها. هكذا، أثارت الأمسية الأخيرة التي أحيتها المطربة السورية على مسرح قرطاج سخطاً كبيراً. إذ اعتبر كثيرون خصوصاً من مؤيدي النظام السوري بأنّ حملة مقاطعة أمسية الفنانة قد نجحت وفشل الحفل فشلاً ذريعاً بسبب قلة الحضور، ما دفع أحدهم إلى الاستهزاء والتعليق بالقول: "مطربة الناتو ما لقيت حدا تغنيلو فغنت للكراسي!". ولم يقف الهجوم على أصالة عند هذا الحد، بل اعتبر كثيرون بأنّ الدموع التي ذرفتها حزناً على أحوال وطنها أثناء تأديتها أغنية "يا طيرة طيري يا حمامة" خلال الأمسية، لم تكن سوى دموع فشلها في الحفل. هذا الهجوم دفع شقيق أصالة أنس إلى الدفاع عن شقيقته، فنشر صورةً من الحفلة على فايسبوك وظهر الكثير من الحضور في المسرح الأثري. وقد علمت "أنا زهرة" بأنّ عدد الحضور بلغ 10 آلاف شخص، بينما يتسع المسرح إلى 12 ألف متفرج. أيضاً، تحدث أحد محبي أصالة الذي كان حاضراً الحفل لـ"أنا زهرة"، وأكّد بأنّه رأى جمهوراً غفيراً في الحفلة، كما نفى ما تردد عبر صفحات الفايسبوك حول مهاجمة بعض الحضور لها أثناء غنائها ونعتها بعبارات مسيئة. وأكّد بأنّ هناك بعض الحاضرين الذين ردّدوا عبارة "الله، سوريا، أصالة وبس"، مشيراً إلى تأثر الحضور لدى غنائها لبلدها. وتساءل عما إذا كان منتقدو أصالة شاهدوا حجم التصفيق عندما وضعت علم الثورة على جسدها. وأضاف أنّ أصالة غنت لساعات الفجر الأولى وهو دليل على نجاح الحفل. وخلال الأمسية التي ارتدت فيها صاحبة "يا مجنون" فستاناً أصفر من تصميم نيكولا جبران، أدتّ أصالة عدداً من أغنياتها القديمة. كما أطلقت أغنية ألبومها الجديد "شخصية عنيدة" الذي ستصدره في أول أيام عيد الفطر السعيد. وكانت مجموعة من الشباب التونسيين قد أطلقوا حملة ضد أصالة بسبب مواقفها السياسية المعارضة للنظام، وإعلانها التبرع بأجرها لصالح الثورة السورية. وقبيل الحفل، انتشرت بعض الشائعات التي اعتبرها البعض بمثابة ضغط على الجمهور لتخويفه، خصوصاً أنّها امتلأت بالتهديدات، ما ساهم في خلق مناخ من الخوف والحذر والتوتر. لكنّ الإجراءات الأمنية المشددة أشعرت الحضور بالأمان. أيضاً، سرت شائعة أخرى بين الحاضرين تفيد بأنّ حزب "النهضة" التونسي المناصر للثورة في سوريا، قد اشترى تذاكر الحفل بعد مقاطعة الجمهور ووزعها مجاناً. لكن تبين لاحقاً أنّ الأمر مجرد شائعة.