لم يجل في خلد هدى، المولودة في العام 1988 في ولاية ميتشيغان الأميركية لأب فلسطيني وأم لبنانية، أن ميدان دربها الأكاديمي والوظيفي سيكون حقل الأزياء، في جلّ الولايات الأميركية. هدى، التي حصلت على البكالوريوس من جامعة وين ستيت والدبلوم في تصميم الأزياء من كلية هنري فورد والتي تلقت دورة مكثفة في التخصص ذاته في باريس، تعكف الآن على تأسيس مشروعها الخاص في تصميم الأزياء وعرضها، إلى جانب كونها تعمل محررة صحفية في قسم الموضة في مجلة "ستايلاين" الأميركية. تضع هدى نصب عينيها مقولة بأنه لا يجدر بك في خضم السباق الالتفات للخلف؛ لأن من شأن ذلك إبطاءك، وبأن على منافسيك أن يكونوا هم من ينظرون خلفك فقط. لذا تجتهد هدى في إثبات ذاتها في الحقل الذي اختارته، في أقصر مدة زمنية ممكنة، وفقا لها. ترى هدى بأن تصميم الأزياء وعرضها جزء لا يتجزأ من منظومة الفرد الفكرية والاجماعية والثقافية؛ ذلك أن جميعها تملك تأثيرا مباشرا على خياراته، وهي أشبه بسيناريو الحكاية التي يود الإخبار بها لمن حوله. في الوقت الذي تقرّ فيه هدى بأن المجتمع الأميركي ساعدها على اجتراح خطّها الخاص، وبأن هذا ما كان ليتأتّى بسهولة في مجتمعات العالم الثالث، فإن عينها لا تبرح العالم العربي، الذي تتمنى أن تعود إليه وقد أسّست مشروعها الخاص؛ كي تدمج بين الخطوط الشرقية والغربية في تصميم الأزياء وعرضها، وكي يكون في رصيدها المهني، الذي أتمّ سبعة أعوام الآن، خبرة طويلة تؤهلها لتقديم جديد في حقل الأزياء عربيا.