زارت الصحافية الألمانية غابرييلا كيزيبيرغ دافالوس المملكة العربية السعودية مؤخراً ضمن برنامج زمالة للأمم المتحدة وكتبت لموقع قنطرة حول العصر الذهبي للمرأة السعودية. فما واجهته هناك فاجأها وغير وجهة نظرها تماماً حول حياة النساء في المملكة. فقبل أن تسافر إلى السعودية، كانت انطباعاتها عن هذه المملكة الخليجية محددة بصور المرأة المضهدة. لكن أثناء رحلتها هناك، التقت عدداً من النساء القويات والواثقات بأنفسهن والملهمات، والتي، حسب رأيها، يمكن للنساء الغربيات أن تتعلم منهن بعض الأمور. في كلية "دار الحكمة" تتعلم النساء الثقة بعلمهن وخلفيتهن الثقافية وجذورهن. فعلى سبيل المثال، عندما قامت الطالبات بتصميم منازل منخفضة التكلفة لأحد المشاريع، لم يراعين أن تضم المنازل غرفة للخادمة وحسب، وهو شيء طبيعي في السعودية، بل وأن يكون المطبخ أيضاً مصمماً بطريقة يمكن من خلالها للنساء التنقل بحرية دون أن يراهم الجالسون في الغرف الأخرى. محطتنا القادمة كانت غداء عمل مع موقع "عرب نيوز" الإخباري. أحد أول الأسئلة التي طرحت علينا كان حول نظرتنا للنساء السعوديات. الإجابة كانت بسيطة، فخلال رحلتنا، التي قادتنا إلى المغرب والأردن، استطاعت النساء في مجموعتنا أن تؤسس روابط مع النساء المحليات بسهولة، وبشكل خاص في السعودية، لأن هناك قيم ومخاوف وتحديات وخبرات معينة مشتركة بين جميع النساء، بغض النظر عن الثقافة التي ينحدرن منها. أوجه التشابه بين النساء أكثر من أوجه الاختلاف. لقد أثارت كل النساء التي التقيناهن انطباعنا، إلا أننا أعجبنا بالنساء السعوديات أكثر من غيرهن، فهن لم يكن كما تصورهم الأحكام المسبقة التي توقعناها. فبدلاً من كونهن مضطهدات وصامتات وخجولات، التقينا نساء واثقات بأنفسهن وذكيات وقادرات على التعبير عن آرائهن. كما أبدين شجاعة لقبول التحديات والنضال من أجل تحقيق أحلامهن. بعد ذلك، وأثناء زيارة إلى مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، قالت إحدى الشابات اللامعات: "هذا عصر ذهبي للنساء السعوديات. فبغض النظر عما نقوم به، سنكون أولى النساء السعوديات اللواتي قمن بهذا العمل". كما أشارت تلك الشابة إلى أن هناك فرصاً أكبر لنجاح المرأة في السعودية مقارنة بالغرب، رغم أن الحياة لن تكون أسهل بسبب ذلك. لقد هنأنا تلك النساء على نشاطهن. وعلى عكسهن، فقد تكلم الرجال في الاجتماع أقل. وهنا أضافت الشابة السعودية: "لقد تمت إزاحتنا لفترة طويلة، والآن حان وقتنا كي نسمع أصواتنا".