يساعد التدليك في أن ينعم المرء بالاسترخاء والتخلص من إجهاد وتعب اليوم وإعادة التوازن إلى الجسم والروح. ولا تقتصر فوائد التدليك على زيادة الشعور بهدوء الأعصاب فحسب، بل يتم استخدامه أيضاً كعلاج طبي للتخلص من آلام الظهر والكتفين والمفاصل أو الصداع وعلاج بعض حالات الشلل. وتتوافر أنواع مختلفة من التدليك، لكن يتعين على المرء تجريبها بنفسه، حتى يتعرف إلى النوع المناسب لحالته. وتقول الخبيرة الألمانية كارين شوت التي ألفّت كتاباً حول أنواع التدليك وفوائده: «سر الاسترخاء يكمن في بشرتنا»، موضحة أنّ مساحة سنتيمترين مربعين فقط من الجلد تحتوي على ملايين من النهايات العصبية الحساسة التي تنقل أي محفز خارجي إلى الدماغ. النشوة والهدوء وبمجرد أن يحدث احتكاك بين الجلد أثناء عملية التدليك، يظهر هذا التحفيز الذي يجعل الجسم يشعر بالنشوة والهدوء في آن. وأوضحت رابطة الأندية الصحية الألمانية في مدينة دوسلدورف أنّ الإغريق كانوا على دراية بفوائد عمليات التدليك التي كانت تستخدم مع الرياضيين لزيادة كفاءتهم ولياقتهم. ويقول دينو سامبو، اختصاصي العلاج الطبيعي في مدينة فوبرتال وعضو رابطة الأندية الصحية الألمانية: «طريقة التدليك التقليدية هي التي يصفها الطبيب للمرضى، وتُعرف أيضاً باسم التدليك السويدي». وتمتاز هذه الطريقة بقواعد محددة وواضحة  في ما يتعلق بالتقنيات وأماكن التطبيق والاستخدام. وأضاف الخبير الألماني: «تتمثل الفكرة في تحقيق التناغم والتوازن بين الجسد والروح، وبالتالي ينعم المرء بحالة من الاسترخاء العميق». وتمتاز طريقة التدليك التقليدية بالعديد من التقنيات المختلفة، منها حركات المسح التي تعمل على إرجاع السائل اللمفاوي إلى تدفق الدم الوريدي. وتشتهر هذه الطريقة أيضاً باسم التصريف اللمفاوي. كما تساعد حركات العجن في تمدد واسترخاء الألياف العضلية. أما حركات الفرك ذهاباً وإياباً فتعزز من تدفق الدورة الدموية. التدليك ممنوع! وهناك بعض الحالات التي يحظر فيها إجراء عمليات التدليك مثل حالات الجلطات الحادة وبعض أمراض الأوعية الدموية والشرايين، مثل اختلالات تدفق الدم الشرياني، ومشاكل القلب مثل قصور القلب الاحتقاني، وأمراض الجهاز اللمفاوي. وشددت الخبيرة الألمانية كارين شوت على أنه ينبغي استشارة الطبيب قبل إجراء التدليك في حالة الإصابة بالأمراض الجلدية أو السكري أو أثناء الحمل!