أصبح جسمك معبراً أساسياً عن شخصيتك في ظل تسيد ثقافة المظاهر في العالم بأكمله وليس في مجتمعاتنا العربية فقط. فطبيعة المجتمع تؤثر على وزنك بقدر ماتؤثر على بناء علاقتك بجسدك. ومن ناحية أخرى، فمثلما يؤثر المجتمع على وزنك واهتمامك بجسمك وشخصيتك، كذلك تؤثر طبيعة شخصيتك على نجاح حميتك أو رجيمك. "أنا زهرة" زارت خبير التغذية الفرنسي فرانسوا ليريه ودردشنا معه عن الرجيم وعلاقته بالشخصية والمجتمع. 1-    المجتمع إن المرأة التي تعيش في مجتمع منفتح لابد أن يكون لها فيه حضور، أو تلك التي تعيش في مجتمع ساحلي حيث مظهر الجسم أساسي، تحرص على الاهتمام بجسمها أكثر من غيرها. وأن المجتمعات التي تعطي فرصة للمرأة في الظهور والعمل والتألق ولا تنتقد وجودها في الأضواء هي مجتمعات تدفع المراة لبناء علاقة جيدة مع مظهرها. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الأفراد أنفسهم. ولكن بالعموم فإن المرأة التي لا تعيش في مجتمع يحترم وجودها خارج المنزل ويعطيها حرية اختيار الطريقة التي تظهر بها، ضمن الحدود القيمية، فتميل لإهمال نفسها فهي جليسة البيت وليس لديها الكثير من الأنشطة. فكأن المجتمع يملي عليها طريقة عيشها حتى وهو في بيتها. إذن فالعمل والتعليم والحضور الاجتماعي يجعل المرأة تنجح في الاهتمام بجسدها ووزنها وبالتالي تعمل على خسارة وزنها ونجاح رجيمها لكي تكون بمظهر بعيد عن الانتقاد وسط الاخرين. كما تؤثر الحياة الأسرية ونجاح العلاقة الزوجية في نجاح الرجيم، وكذلك أجواء العمل والتوتر فيه تزيد وتنقص من نسبة نجاح الرجيم. فالرجيم يحتاج لبيئة معقولة ويحتاج منك تخفيف عوامل التوتر التي تدفعك إلى تناول المزيد من الطعام وتتلاعب في صحتك ونسبة إفرازات جسمك وطريقة هضمك وكل العوامل التي تؤثر على وزنك. كما أن هناك مجتمعات تشجع الرياضة أكثر من غيرها وأسر تهتم باللياقة البدنية أكثر من أسر، وهذا يأتي ضمن منظومة عامة تؤثر على شكل أجساد النساء فيها. 2-    الشخصية هنا يتدخل خبير التغذية بيريه في اختصاصه ويقول إنه يعطي الرجيم بناء على طبيعة الشخصية، لذلك يميل لإجراء عدة مقابلات قبل أن يقرر نوع الرجيم الذي يصفه للمرأة. ويصنف أنواع الرجيم بحسب الشخصيات كالتالي: -    النوع الأول هو الباحث/ة عن الدعم والمساندة وهذا النوع من الشخصيات يميل للجوء إلى عائلته أصدقائه حتى في الإجابة عن بعض التساؤلات أو لدى الوقوع في أي مطب. وفي هذه الحالة يجب أن تستعيني في رجيمك بالأشخاص القريبين منك لمراقبة التزامك وخسارة وزنك وإقناعك بجدواه وتذكيرك بضرورته دوماً. والأفضل في حالتك أن تلتقي بنساء قمن بنفس رجيمك لتري نتيجة الحمية عليهن، ويكون هذا بالتنسيق مع خبير تغذيتك أو معارفك. كما تحتاجين إلى الاشتراك بتمارين رقص وإيروبيك لتري الجميع يلعب وتتشجعي معهم. -    النوع الثاني هو آكل الوجبات الخفيفة المتسلسل أنت لست بدينة جداً لكنك تمرين بظروف صعبة أو بضغط عمل وتحتاجين للأكل لتنفسي عن الضغط الذي تمرين به. وقد لا تكوني من هاويات الطبخ فتفضلين الوجبات الخفيفة التي ستنتهي بك إلى وزن زائد. أو أنك معتادة على تناول الـ"نقرشات" وأكل ماتبقى في صحن طفلك أو فتح الثلاجة بلا سبب وأكل قطعة من هنا وهناك. الحل استبدال نقرشاتك الدسمة بالخضروات والفواكه والاحتفاظ بزجاجة ماء كبيرة وشربها بكميات تجعلك تشعرين بالامتلاء. -    النوع الثالث هو رجيم الشخصية الجدية حياتك جدية جدا ومشكلتك أنك  تأخذين عملك وعائلتك وصداقاتك بمنتهى الصرامة. لذلك تريدين أن تتهاوني في شيء ما فتتهاوني بوزنك وتأكلي كل ما أردت. الطعام يشعرك بالحرية. الأمر الذي عليك أن تفكري فيه هو أخذ وزنك بنفس الجدية ولكي تخسريه من دون تهاون عليك استبعاد الأكل الدسم من قائمتك لفترات محددة كل شهر واتباع حمية الديتوكس مرة كل أسبوع والإكثار من الماء. ولدى تناول وجبتك العادية كلي ببطء شديد وفكري بأمور كثيرة أثناء الأكل. قد يشعرك الالتزام مع أحد أفراد عائلتك أو زملاءك بالركض أسبوعيا بالالتزام ويقودك لخسارة الوزن. -    النوع الرابع أسنان عاشقة الحلو أنت عاشقة للحلويات وكل من يحبك يحضر لك شيئاً لذيذا معه من الشوكلاتة أو الكيك أو البقلاوة أو الكنافة. فما بالك لو كنت محبة للحوليات ولتناولها بين الوجبات كلما أتيحت لك الفرصة! أنت في مشكلة حقا! انت بحاجة إلى خطة، وبحاجة للتحدث مع أحبائك: فلا مزيد من الحلويات كهدايا ومن يحبك عليه ان يعد لك حلوى خاصة خالية من السكر المركب وبلا دسم. مثل الحلوى المخصصة لمرضى السكري. كلما شعرت بحاجة إلى الحلو يمكنك شرب شاي القرفة مع الزنجبيل الذي سيشعرك بالامتلاء ويحرق السعرات ويؤخر رغبتك في تناول الحلو. إذا لم تستطيعي منع نفسك تناولي الفراولة بدلا من الحلوى أو المشمش أو الخوخ أو العنب. وبكميات معقولة. أو تناولي اللبن منزوع الدسم بالفواكه.