يتّفق رجال الدين وعلماء النفس والاجتماع على أنَّ التغيير إلى الأفضل أمر مطلوب ما دام قائماً على الالتزام بالمبادئ والثوابت الدينية الصحيحة. لذا تتكاثر الأسئلة حول كيفية قضاء الشهر الكريم بعيداً عن الوطن والأهل والأصدقاء ناهيك بطول فترة الصيام الذي تتجاوز العشرين ساعة في بعض من الدول الأجنبية. عروستنا، إذا كنتِ ممّن يخطّطون للزواج على سفر والعيش بعيداً عن بلدك الأم، ندعوكِ إلى قراءة التحقيق التالي للتعرف إلى بعض الأجواء الرمضانية الغربية قبل أن تعيشيها وعريسك في رمضان العام المقبل. بريطانيا تجد الأسر المسلمة متنفسّاً للتلاقي خلال رمضان في المساكن والمساجد ودور الرعاية الإسلامية التي يبلغ عددها ألف مسجد في بريطانيا. وكما في كل مكان على وجه الأرض، يُستقبل رمضان بفرحة خاصة ويتّسع هذا الاهتمام ليشمل الطلاب المسلمين في الجامعات والمعاهد العليا. نجد بطاقات التهنئة بحلول الشهر الكريم على لوحات الإعلانات في الكليات المختلفة. كذلك، تتغير مواعيد بعض الدروس والاختبارات بما يتوافق مع مواعيد الإفطار الرمضاني. كما تحفل المساجد وغُرف الصلاة وبيوت ضيافة الطلاب والطالبات بالأنشطة المختلفة من محاورات ولقاءات وإفطارات يومية مجانية بدعم من بعض المؤسّسات الإغاثية. وإن كان راديو رمضان يغطي ساعات محدّدة في كل مدينة، ففي لندن تكاد تغطي الإذاعات الرمضانية ساعات الليل والنهار مثل راديو رمضان الإسلامي الذي تفيض برامجه تنوعاً وحيوية، حتى أصبح الاستعداد لرمضان في السنوات الأخيرة يعني الاستعداد للتجديد والإبداع عبر أثير الإذاعة. السويد يغتنم المسلمون في السويد شهر رمضان المبارك للحفاظ على تقاليدهم الشرقية وتعزيز هويّتهم الإسلامية بدءاً من المنزل ومروراً بالمسجد وصولاً إلى الشارع السويدي حيث تشهد المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية ازدحاماً لشراء اللوازم الخاصة بالشهر الفضيل. وتهتم أغلب أفراد العائلات المسلمة في الشهر المبارك بمشاهدة التلفزيون بحلته البرامجية الجديدة، محاولين التواصل مع مجتمعاتهم وعاداتهم الرمضانية عبر الأثير. ولرمضان في عطلة نهاية الأسبوع نكهته الخاصة، إذ تتبادل العائلات الزيارات ودعوات الإفطار التي تتنوع فيها الأطباق والمأكولات الشعبية نظراً إلى طول ساعات الصيام. دراسياً، لا تُجبر المدارس السويدية تلامذتها المسلمين على تناول طعام الغداء في صالات الطعام الموجودة في المدارس، كما تسمح لطلابها بعطلة ليوم واحد أو يومين احتراماً لتقاليدهم وحاجتهم إلى الراحة. فرنسا يُعتبر رمضان في فرنسا شهر "اللمة" والتجمّع، حيث يجتمع الأهل والأصحاب في مجموعات كبيرة لثلاثة أيام متواصلة في كل بيت من وقت الإفطار إلى آخر الليل. تُحضر كل أسرة طبقاً صنعته ربة المنزل بنفسها ليتناول الجميع الإفطار. وتشهد مساجد باريس كل مساء إقبالاً منقطع النظير على صلاة التراويح، ممّا يدفع مسؤولي المساجد إلى افتراش الطرقات والأرصفة بالسجاد بعدما ضاقت المساجد بالمصلين. كما يُقبل قسم غير قليل من مسلمي فرنسا على قراءة القرآن الكريم أثناء ركوبهم مترو الأنفاق في الشهر المبارك حرصاً منهم على الاستفادة من كل لحظة لتحصيل الأجر والثواب. الولايات المتحدة الأميركية رمضان في أميركا ذو مذاق خاص يشهد إقبالاً من أبناء الجالية المسلمة على الصيام وقيام الليل وصلاة التهجد والتراويح، فضلاً عن اعتكاف السيدات أكثر من الرجال في المساجد في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الكريم. ولا يزال المسلمون المقيمون في المجتمع الأميركي محتفظين بالعادات والتقاليد الإسلامية بحيث تحرص الأسر هناك على التجمّع فوق مائدةٍ واحدةٍ للإفطار إلى جانبِ تنظيم المؤسّسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديد من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام. ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأميركي مع الشهر الكريم أيضاً، اهتمام وسائل الإعلام بحلول الشهر ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام، إضافةً إلى أهم عادات وتقاليد المسلمين وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية.