تنهال علينا المحطات الفضائية بعشرات المسلسلات المصرية السورية والخليجية وربما العربية، ولا ندري إن كان هناك دراسات فعلية تناولت تقديم الدراما لصورة المرأة في العالم العربي ولكننا سنطرح جزءاً متعلقا بصورة المرأة الخليجية في الدارما باننتظار رأيك بالاتفاق أو الاختلاف معنا. عادة ماتقدم المسلسلات المرأة الخليجية بصورتين ندر أن نجد ثالث لهما، فهي إما المرأة الشريرة كالوحش الكاسر التي تدبر وتخطط وتكيد المكائد من دون أن يرف لها جفن. ونريد أن نسألك هل صادفت مثل هذه المرأة في حياتك اليومية؟ أما النموذج الثاني فهو المرأة الممعنة في المثالية الطيبة والتي تقبل بأي شيء وكل شيء،لا تكذب لا تخطئ وإن فعلت فإن خطأها يكون مبررا تحت وطأة الظروف الاستثنائية. الصفات العامة التي تتصف بها النساء تحت هاتين الخانتين: الكيد والبطش أو الاستكانة والخضوع. وكأن المرأة العادية ليس لها وجود في الحياة الدرامية؟ أليست الدراما مقطعاً عرضياً من حياتنا؟ نكاد نجزم أن النساء الخليجيات اللواتي تقدمهن الدراما ليس موجودات إلا في خيال الكاتب. فمن غير المعقول ولا الواقعي إن تكون النساء مشغولات بالشر إلى هذا الحد وتفريق الأخ عن أخيه والأب عن أبنائه والأخوات يكرهن بعضهن والزوجة تضطهد زوجها والكيد والإغواء والتربص لأخطاء الآخرين والاستيلاء على الميراث مثل مسلسلات "خطوات على الجليد" أو حتى "امرأة تبحث عن المغفرة" أو "لو باقي ليلة"...أو أنهن مضروبات مضطهدات متعبات مستكينات لم يذقن يوما حلوا في حياتهن؟ولماذا إلى الآن لا نستطيع أن نرى امرأة خليجية تلعب دور قاضية أو محققة مثلا. وعدى استثناءات قليلة كرست الدراما النمط السلي من النساء إما المتعجرف أو المتخاذل. ونحن بذلك لا نقول أن الدراما العربية الأخرى كانت أفضل حالا من الخليجية في تصوير المرأة، ولكن الأخيرة مازالت تذهب إلى المبالغة ولا تعطي الخليجية حقها فيما أنجزته وتنجزه من تغيير اجتماعي واضح مثل عين الشمس. أين اختفت النساء العاديات من شاشة التلفزيون؟