قدم إلي زوج محب لزوجته ومتيم بها. قدم وحده بلا زوجته فلما سألته عنها سرد لي حكايته بالكامل وهو آسف ندمان.

قال عماد : عمري 37 سنة وأعمل بمهنة محترمة جدا متزوج منذ 8 سنوات عن قصة حب تحاكي بها الناس, زوجتي تحبني بعنف وأنا أيضا أحبها جدا, لكن دائما ما تعجب بي الفتيات، والمشكلة أنني أجاريهن لكن من دون وجود أي علاقة عاطفية.

بعد مرور 4 سنوات من الزواج علمت زوجتي أنني أكلم إحداهن بالتليفون. لكنني أنكرت. لكنها سرعان ما اكتشفت ذلك ولم أستطع هذه المرة أن أنكر. سامحتني. لكني عدت إلى ذلك مرة أخرى إلى أن التقيت بامرأة أخرى, لكن لم يتوقف الأمر عند الاتصالات التليفونية، بل تطور إلى حد المقابلات وتكررت لقاءاتي بها من وراء زوجتي إلى أن اكتشفت زوجتي ذلك وواجهتني. حاولت المراوغة. لكن زوجتي تأكدت من ذلك وواجهتني بأني أحب تلك المرأة, لكني قلت لها: لا إني أحبك أنت فقط. وبالفعل أنا أحب زوجتي جدا لكنها لم تقتنع.  وحاولت أن أبرر لها كثيرا لكنها لم تقتنع وأبلغت كل شيء لوالدتها ولأهلها.

تركت زوجتي المنزل وأخذت الأولاد "ولد وبنت", حاولت كثيرا أن أعيدها لكنها رفضت وكانت تقول لكل إنسان أرسله إليها أنها لا تحبني. وكانت مصممة على رأيها أنها لا تحبني. وكانت تقول لي: مثل ما ولد الحب في قلبي, خرج الآن من قلبي. أقنعها أناس كثيرون أنها لابد لها أن تعود إلى البيت من أجل الأولاد. إلى أن عادت. وهي الآن تنام في غرفة وأنا في غرفة, ومصممة على أنها لا تحبني. وأنها عادت من أجل الأولاد، وأن الحب في قلبها قد مات وهي الآن لا تحبني. فكيف أسترد حبها؟

قلت له : يا أخي الفاضل أني ألمس في كلامك المصارحة والوضوح.

 لذلك أود أن أتفق معك علي بعض المبادئ التي أحب أن أضعها بين يديك ونحن نناقش تلك المشكلة, بغية الوصول إلي الحل الأمثل لها:

الحل يكمن في التوبة الصادقة  والاعتراف بالذنب إلى الله قبل كل شيء. وفي هذا المقام أحب أن ألفت نظر حضرتك إلي أمرٍ مهم، وهو ألا تشغل بالك بالتصالح مع زوجتك، قبل أن تشغل بالك بالتصالح مع الله.

 أما إصلاح ذات بينك وبين زوجتك، وهي مرحلة تأتي بالتبعية .وهنا يلزمك الاستعانة بأهل الخير من الأقارب ليعرّفوا زوجتك بهذه التوبة. وأنك قد صححت مسارك في حياتك وأنك ليس في قلبك ولا في حياتك إلا زوجتك وأولادك وأنك تريد جمع  شمل الأسرة.

 كما يلزمك تقديم بعض الشواهد علي ذلك " كأن تطلب منها أن تسافر معك لأداء العمرة مثلاً أو الحج, إن أمكن" وأن تراك دائما في بيتك حريصا على أداء الصلاة وقراءة القرآن.

 وأن تعوضها عن هذا الجرح الذي أحدثته في كبريائها,  فتجد منك حباً وتلحظ منك لطفاً وتلمس منك عطفاً, وأن تجدد دماء الحب في شرايين حياتكما بكثرة الخروج معها إلي الحدائق أو المصايف أو زيارات الأقارب.