رغم أنّ عدداً كبيراً من النجوم الكبار يشاركون في الأعمال الدرامية هذا العام، الا أنّ أغلبهم عجز عن لفت انتباه المشاهد كما في السنوات السابقة كون الأخير ملّ هذه الوجوه الرمضانية التي استُهلكت على مدار السنوات العشر الأخيرة. وعلى رأس هؤلاء يأتي  يحيى الفخراني الذي لم يدخل مسلسله "الخواجة عبد القادر" المنافسة الرمضانية حتى الآن، بل يبدو حضوره باهتاً. 

والأمر نفسه ينطبق على نور الشريف الذي يقدم هذا العام مسلسل "عرفة البحر". كذلك الأمر بالنسبة إلى ليلى علوي التي تقدم مسلسل "نابليون والمحروسة" فيما لا يزال الممثل السوري جمال سليمان يكرّر نفسه منذ مسلسل "حدائق الشيطان"، ويرفض الخروج من جلباب الصعيدي الذي حصر نفسه به، فمسلسله "سيدنا السيد" لا يحظى بالكثير من الاهتمام.

ولم يستطع "كيد النسا2" الخروج  من كونه مجرد وصلات ردح تجيد الراقصة  فيفي عبده تقديمها. ويعتبر قبول نبيلة عبيد المشاركة في الجزء الثاني من المسلسل سقطة كبيرة بحقها وبحق تاريخها في السينما في محاولة منها للتواجد الرمضاني.

في المقابل، استطاعت بعض الأسماء والمسلسلات أن تحتلّ الصدارة هذا العام وتزيح الوجوه الرمضانية التقليدية عن المشهد  الدرامي كالفنان القدير محمود عبد العزيز الذي يشارك هذا العام في "باب الخلق". ويبرع عبد العزيز هنا في تقديم شخصية  محفوظ زلطة العائد من أفغانستان وكيفية تحوّله الى إرهابي بالصدفة. وبعد أن يغيب 20 عاماً عن مصر، يعود ويكتشف التغيّرات التي طرأت على المجتمع.

محمود عبد العزيز الذي قدم منذ سنوات طويلة مسلسل "رأفت الهجان" وحقق وقتها شعبية كبيرة، يعود اليوم ليبدع في أداء دور محفوظ زلطة في قصة مكتوبة بحبكة عالية، إضافة الى الإخراج المميز لعادل أديب الذي يستخدم تقنيات سينمائية في العمل.

الممثل الشاب أحمد فلوكس يقدم هو الآخر دوراً لافتاً في المسلسل حيث يجسّد شخصية ضابط شرطة. كما يُسجَّل حضور مميز للممثل عزت أبو عوف بدور المحامي نصر أبو الحسن.

 أيضاً من النجوم الذين استطاعوا شدّ المشاهد هذا العام الفنان عادل إمام الذي يعود إلى الدراما بمسلسل "فرقة ناجي عطا الله". ورغم أنّ القصة تقوم على المبالغة، إلا أنّ نجومية "الزعيم" كفنان كوميدي ما زالت قادرة على جذب المشاهد، وخصوصاً أنّه يعتبر وجهاً غير مستهلك في الدراما الرمضاني.  كما يقدّم مشاهد كوميدية تخرج عن أجواء دراما النكد والصراخ.

غادة عبد الرازق تعتبر هذا العام من الممثلات اللواتي استطعن إحداث تحوّل جذري في نوعية أدوارها. لقد فاجأت المشاهدين في مسلسل "مع سبق الإصرار" حيث غيّرت جلدها القديم، وكسرت صورة المرأة التي يرغبها كل الرجال وخرجت من أدوار الإغراء التي اعتادت على تقديمها في السنوات، وها هي تجسّد شخصية المحامية فريدة الطبوجي وتظهر بـ "لوك" ارستقراطي جذاب. كما تقدم الممثلة روجينا في العمل نفسه دوراً مميزاً ولافتاًـ إذ تجسّد شخصيّة سهى التي ترتبط عرفياً بزوج غادة عبد الرازق، فيما يجسّد الفنان القدير أحمد راتب دور والد غادة.

ومن المسلسلات التي دخلت السياق الرمضاني ويمكن وصفها بالناجحة "طرف ثالث". يؤدي بطولة العمل أمير كرارة وعمرو يوسف ومحمود عبد الغني. استطاع هؤلاء النجوم الشباب أن يحجزوا لأنفسهم مكاناً في دراما رمضان، وينافسوا نجوم الصف الأول، ويلفتوا الأنظار، خصوصاً أمير كرارة الذي يظهر بـ "لوك" مختلف عما ظهر به في مسلسل "روبي". حقق كرارة حتى الآن نجاحاً يحسب له وللمسلسل. كما يتضمن العمل حضوراً كوميدياً وناجحاً للفنانة فاديا عبد الغني.