في وقت تتحلّق فيه العائلة حول مائدة الإفطار، وفي وقت يهرع فيه المرتادون لبوفيهات المطاعم في رمضان، فإن ثمة من يستمر صيامه لساعة إَضافية على الأقل؛ للعمل على خدمة الصائمين لاسيما في المطاعم.

الجرسون. الجندي المجهول، الذي قلما يفكر البعض في الوقت الذي يتناول فيه إفطاره. ماذا يقول؟

الموظف في مطعم "المحيط" في عماّن سيد حداد، يقول "إذا كان الإقبال في يوم ما هادئا فإننا نفطر على قسمين، قسم يأتي لخدمة الزبائن فيما قسم آخر يتناول طعامه سريعا ليتم تبادل الأدوار"، مستدركا "أما حين يكون هناك ضغط في العمل بسبب أعداد الزبائن فإننا نكتفي بتناول تمرة وشرب كوب عصير سريعا وبالتناوب إلى حين انتهاء الضغط ومن ثم نتناول إفطارنا".

مدير التطوير والتسويق في مجموعة جفرا السياحية نمر رباح، يقول بدوره "نحاول ضمان قوانين وإجراءات لراحة الموظفين وتأمين حرية عبادتهم في رمضان وغيره، غير أن التركيز يكون مضاعفا في رمضان بسبب الساعة الموحدة للإفطار".

يوضح "نجهز الطعام قبل الإفطار، فتتبقى الخدمة والإشراف على راحة الزبائن إلى حين يتسنى لكل مجموعة تناول طعامها بحرية وراحة".

يقول رباح بأن الأمر ذاته يحدث في وقت السحور، "وإن كانت مساحة الوقت أوسع حينها"، يقول، موضحا "الزبائن يكونون لدينا بكثرة أيضا، ويتكرر الأمر ذاته؛ إذ يفطر فوج ويخدم آخر، ليتم التبادل".

مدير مطعم "تنورين" محمد خليل كان قد عَمِل في فنادق قبل أن يمسك إدارة المطعم، وكان يحزّ في باله ألا يحظى الموظفون بحرية في الإفطار، ما جعله يخصص طاولة داخلية للموظفين الذين يقسمهم لنصفين".

يكمل "في البداية نضع على الطاولة التمر والعصير والشوربات، ليتم التبادل، ومن ثم التبادل مرة أخرى حين تنزل الوجبات، وهكذا".