مسألة اليوم ليست كما تعودنا قضية طلب طلاق أو مشكلة بين زوجين، إنها قضية فتاة تعيش في بيت على حد قولها أشبه ببيت الدعارة أعزكم الله. وهي جاءت لتسأل هل ما ستفعله من هجر وعدم دخول لبيت والدها هل يعد ذلك قطيعة رحم؟ وأنا تعجبت في البداية من سؤالها و مشكلتها، لكن بعد أن استمعت إليها تأكدت أن معها ألف حق فيما تسعى إليه. والآن سأترك لها المجال تحكي مشكلتها التي شدتني.

 

جاءت الأخت علياء في زيارة لمدة شهر عند إحدى خالاتها بالدولة و التي نصحتها بالتوجه إلينا لعرض مشكلتها ومعرفة رأي المتخصصين أسريا وشرعيا في هذه المسألة، تقول علياء:

 

أنا فتاة مسلمة متدينة، وأخاف أن أعصي الله في قطع صلة الرحم، وذلك لأن ما يحدث في منزل أبي من أغرب الأشياء وهو أن أبي يعرف ويرى أن أختي التي تبلغ من العمر 22 عاما وهي أصغر مني بـ 4 سنوات مخطوبة ولكنها تعرف كثيرا من الشباب وتخرج معهم وتخرج مع ابن عمها من دون علم خطيبها ثم لما عرفت وقلت لأبي في المنزل هذا الكلام ثار في البداية هو وإخوتي ثم بعد ذلك خيروها بين خطيبها وابن عمها بالخصوص عن باقي الأشخاص التي تعرفهم، وكانت هناك دلائل بصور وجوابات تم عرضهم ورآها إخوتنا الذكور فقالت أنا أريد خطيبي فقط فقالوا لها بعد الضرب اقطعي العلاقة بابن عمك، خصوصاً لأنها تخرج معه وتذهب معه إلى بيت عمه الذى هو بيته، وهناك لا يأبهون بمراعاة عدم الاختلاط والخلوة، كانت تجلس معه في شقة بمفردهما وأمه فوق وأخته تقف لهم على السلالم وتم تأكيد الكلام ذلك لإخوتي الذكور وتم ضربها مرة أخرى ثم قالت أنا أريد خطيبي وخطيبها ذلك ابن خالتي، وعرف كل ذلك من أصحابها ورآها معه أكثر من مرة، وحذرها ورغم كل ذلك متمسك بها وهو متدين جيدا، ولا يفوته فرض صلاة، ويعرف ربنا.

 

أما ابن عمي ذلك فكذاب ولا يصلى وكل الناس يعرفون ذلك، وأيضا يعرف عنه أنه لا يحمل المسئولية ويقوم بضرب أمه ويعرف عنه أنه حرامي. أما هي فتصلى ولكنها لا تعمل بها ثم بعد فترة تم فسخ خطوبتها من ابن خالتي وعادت الكرة مرة أخرى مع ابن عمي وأبي يراها تعمل كل الأخطاء ولا يتكلم معها، بل يتكلم من ورائها ويقول عليها إنها غير مرباة وأنها وأنها... وعندما تكون أمامه لا يتكلم بل يدافع عنها أمام إخوتي عندما يمنعونها من الخروج، يقوم بالخناق معنا نحن ويتركها هي على هذا الخط لدرجه أن سمعتنا  بين الناس أصبحت سيئة جدا. وأبي وإذا رآها على نفس السلوك لا يتكلم وإذا أحد تكلم يقول عنا أننا كذابون مع أنه متأكد في نفسه أننا على صواب. ولما وجد أخي الكبير أبيه هكذا أصبح عندما يراها مع ابن عمها وحدهما في بيت عمي في شقة لا يتدخل ويقول لا دخل لي بهما.  أما أخي الثاني يقول لماذا نتعب أنفسنا أبونا يعرف كل شيء ويقول لا شأن لكم بها، نسيت أقول إن أمنا متوفاة من 15سنة وأبي متزوج، وأهم شيء عنده امرأته وبنته التى هي أختنا طبعا من أبينا، أما نحن فلا يهتم بنا رغم أنه حج بيت الله أكثر من مرة ومدير عام في التربية والتعليم سابقا.

 

أصبح المنزل شيئا كئيبا، وأنا وأختي في خصام بسبب تصرفاتها فهي ترفض النصيحة وفي آخر الأمر غلطت في خطيبي وأنا لا أكلمها كنت أتحدث معها في التليفون فشتمته كي تغيظني.

 

أنا حرمتها أن تحضر فرحي أو تدخل لي منزلا بعد الذي عملته وأنها تعامل أهل خطيبي أمه وأخواته بمنتهي قلة الذوق، فأنا أعتزم مقاطعتها مدى الدهر وسوف لا ادخل منزل أبي بمجرد ما أتزوج.  لأن كل ما يحدث لا يرضي الله وأنا أخاف من قطع صلة الرحم فماذا أعمل؟

 

وبعد الاستماع لعلياء قلت لها سألخص لك الجواب حول مشكلتك:  

1-         اجعلي همك الآن إتمام زواجك ولو أمكن أن تعجليه أكثر من هذا فهو خير لك.

2-         ما كان من شأن أختك هذه – هداها الله – فننصحك أن تحدثيها حديث المشفق عليها الطامع في إصلاحها وهدايتها فتبيني لها قبح ما تصنعه وأن عاقبة هذا هو الفضيحة والخزي والعار في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأخزى، ثم حاولي أن تربطيها ببعض الأخوات الصالحات اللاتي لهن دور في الدعوة إلى الله ودينه، فلربما كانت أسمع لكلامهن منك، ولربما كان تأثيرهن عليها أكبر. فإن أبت فعليك أن تخبري إخوتك بكل ما تصنعه، وأن تحرضيهم على أن يأخذوا منها موقفا حازما بمنعها من الخروج من البيت تماما، فإن خرجت لحاجة فعلى أحدهم أن يصحبها في خروجها حتى رجوعها ولا يتركوها بمفردها، لكن ينبغي أن يتم هذا في جو من الهدوء وضبط الأعصاب، وأن يتجنبوا الضرب والعنف؛ لأنه غالبا ما يأتي بعكس المقصود، ولو سعوا مع ذلك إلى سرعة تزويجها من بعض أهل الخير والصلاح ممن يحفظ عليها دينها ودنياها فهو خير ولا شك. ولو أردت منعها من دخول بيتك بعد الزواج فلا حرج فيه طالما أنها مقيمة على معصيتها ولم تتب من ذنبها.