الشعر لها سكن، والذكريات حمى.. وما أطيب الحنين فيها والمتربعا، هناك يأتيها الماضي على هيئة الجد بحجره الدافئ، حيث تلقفت الشعر مثل طفل يتلقف كرة ويلهو بها... ولها في الحاضر حضنان؛ حضن بحجم وطن هو الإمارات، وحضن بحجم راحة يد الوالدة التي من أجلها تكتب القصائد وتدعى الدعوات. أما الأب المفقود والمفتقد، فهو موجود خارج النظر والوقت، داخل الذات والشوق والقصائد...

 

الشاعرة د.ميثاء سيف الهاملي، صاحبة ديواني "سما روح" و "شيمة" تنقلت بين الفصحى والعامية في الكتابة. فغرفت من تعابير هذه وتفننت في عبارات تلك..يتأرجح يومها بين نقيضين الشعر وتجلياته والسياسة وواقعيتها، فهي تحمل الدكتوراة في الوعي السياسي وتدير مؤسسة "الدولية المتقدمة للتدريب" وقد نالت في العام الماضي ونالت جائزة المرأة العربية لأفضل كاتبة وشاعرة ،كما أنها عضو في أسرة تحرير صحيفة "هماليل" الثقافية...وهكذا يتقلب النهار والليل تباعاً بين ضجيج العالم وهدوء الذات الذي ينتصر ويرتسم على ملامحها. فقد جمعت بين جمال الروح والوجه. وحملت تعابير وجهها شاعريتها..."أنا زهرة" اقتربت من عالم الهاملي وكان هذا الحديث:

 

-           ميثاء سيف الهاملي  شاعرة تتنقلين بين الشعر الفصيح والنبطي باللهجة الإماراتية الأنيقة المليئة بالتعبيرات الخاصة فعلا، لنسأل كيف حدثت الكتابة في حياتك متى تعرفت على الشاعرة في داخلك؟

أيقظتني تلك الطفلة ذات صباح من غفوتي في حِجر جدي الشاعر المعروف زعل بن سيف الفلاحي رحمه الله ، لتضع بين يدي كتب في الشعر والأدب والسير الذاتية للشعراء ، فبدأت أتعرف على ميثاء الشاعرة منذ ذلك الصباح ، ولم أتجاوز السابعة من عمري .

 

-           الحب حاضر بقوة في قصائدك...الحب بأشكال مختلفة من حب الوطن والقائد والحبيب وكذلك هناك شيء من الغزل...المرأة والحب وحياتنا العربية حكاية لها وجوه محزنة ومفرحة كيف تديرين علاقتك بالحب والكلمة والمجتمع؟

الحب قيمة سامية في حياة الإنسان ، وفضيلة تزداد طهرا كلما تعرت من كل الشوائب التي شوهتها في معتقدات البعض الخاطئة ، الحب هو الله ، نجده في كل ما خلق سبحانه من علاقات إنسانية وما أوجد على هذه الأرض من أشياء سخرها للإنسان ، فنحن بفطرتنا لا نستطيع التعامل مع أبسط أشيائنا إذا لم نحبها .

ومن هذه القناعة تنطلق حروفي عن الحب، فأنا أكتب للحب نفسه ولا أوجه مشاعري لشخص بعينه، فالحب وطن لا يسكنه الا من بناه و حماه، الحب هو الحصن الذي يقينا من شرور أنفسنا ويجنبنا كل ما يسيء لنا أو للآخرين، فنحن حين نتحرك تحت مظلة حب الله و الوطن و الأهل والمجتمع، نحرص على أن لا نسيء لأيا منها ، فنمتلك مكارم الأخلاق ونسمو بأرواحنا عن الغيرة المرضية والشحناء وإقصاء الاخر .

 

-           هل لديك قصيدة تحبينها أكثر من غيرها. ومالذي استفزك لكتابتها؟

في الحقيقة أقرب القصائد لقلبي قصيدتي في والدتي شيخة الفلاحي، والتي ولدت قبل عام بعد محاولات عديدة لكتابة شي يليق بهذه الرائعة، ولو انها لا تترجم سوى نجمة من سماء ممتدة بالكرم والطيب و الرحمة و الجمال هي أمي.

 

-           درست "الوعي السياسي" لماذا اخترت تخصصاً من هذا النوع البعيد عن مزاجك الطلق والبري.. وماذا نعني بالحديث عن دكتوراة في الوعي السياسي؟ وعن ماذا كانت رسالتك الدكتوراة؟

الوعي بشكل عام مطلب أساسي لكل شخص يدرك أهمية دوره الفاعل في مجتمعه ووطنه، فنحن بلا وعي بحقوقنا وواجباتنا نعتبر عالة على أوطاننا، وإن لم نضف لها، أنقصناها، والوعي السياسي قد يكون بعيد بعض الشيء عن ميولي الأدبية ولكنه أيضا يعني لي أولوية كما هي المشاركة السياسية أصبحت واجب وضرورة للمساهمة في بناء مستقبل بلادي، وانا هنا أقصد مشاركة المرأة، وهو موضوع بحثي في الدكتوراة، وقد ركزت فيه على الوعي السياسي للمرأة الإماراتية ودور التعليم في تنميته.

 

-           لنضيء قليلا على حياتك الشخصية للقراء، حدثينا عن عائلتك

عائلتي هي القفص الصدري الحامي بعد الله لقلبي ، هي العالم الخاص بي ، والذي أعمل جاهدة على إبعاده عن أي قلق أو منغصات و عيون المتطفلين، لتبق لي لحظات الهدوء بينهم كما هي، والتي أنشدها بعد يوم طويل من العمل يستمر من الصباح للمساء.

عائلتي جميلة وحنونة، الحب أساس التعامل فيها، والكلمة الرقيقة الحانية هي قاموسنا فيما بيننا ومع الآخرين، لا ننهي مكالماتنا مع بعض الا بكلمة ( أحبك )، كل فرد فيها عالم لقلبي، وأنا لهم قلب، أسأل الله ان يحفظهم لقلبي وعيني، فهم السند والدعم لميثاء الهاملي.

 

-           ننتقل للحديث  عن عملك كرئيسة "للدولية المتقدمة للتدريب" لنتحدث عن طبيعة التدريب الذي تقدمه المؤسسة؟

الدولية المتقدمة شركة متخصصة في تقديم الاستشارات لتطوير الأعمال وصياغة المبادرات المتميزة وخصوصا التي لها دور مباشر وفاعل في الرقي بالمجتمع، كما انها تضم تحت مظلتها أكثر من 5000 استشاري ومدرب وخبير عالمي من أميركا وأوروبا وشرق أسيا وعندنا شراكات مع أكبر بيوت الخبرة في هذا الجانب.

 

-           إلى أين تريد الميثاء الوصول؟

لذاكرة وطني.

 

-           ماهو أعز مكان لديك في الإمارات طبعا بعد بيت العائلة؟

ليوا.

 

-           من صاحب الفضل عليك؟

جدي ووالدي رحمهما الله .

 

-           ماهي أكبر عيوبك؟

الوضوح .

 

-           مالذي ينقصك؟

حضن و أمان والدي رحمه الله.

 

-           كم مرة في حياتك سمعت أنك "جميلة"؟ وكيف تشعرين إزاء ذلك؟

بعدد ما تمنيت ان أكون جميلة قلب أكثر من شكل، ووقعها على ميثاء الهاملي لن يختلف عن أي إمرأة أخرى أعتقد، إلا انها تسبب لي إحراج يمنعني أحيانا من أي ردة فعل تبين للمتحدث ان رأيه أو كلمته وصلتني.

 

-           من هي المرأة التي أثرت في حياتك؟

أمي حفظها الله .

 

-           ماأكثر وسيلة اتصال تأخذ من وقتك في النهار: التوتير، الحديث على الهاتف، الفيسبوك، المدونة؟

تويتر

 

-           متى تكتبين؟ ونريد منك مقطعا شعريا لم ينشر بعد هدية لقراء موقع "أنا زهرة"

لا وقت محدد للكتابة، وكل ما يكتب على تويتر مثلا وليد لحظته ولا توجد عندي له مسودة، ومقطع لم ينشر بعد أبيات من قصيدة جديدة :

ذخري و عزوة قلبي اللي تمناه /

تاجي و محزم للمعاسير مجني ..

 

شيخ الشباب اللي على الجود مرباه /

يفداه قلبٍ به فخورٍ يغني ..

 

-           صفي نفسك بكلمة واحدة؟

طفلة .

 

-           رسالة تريدين إيصالها للقراء في رمضان

تحابوا ، فالحب المطهر للنفوس .