رغم مرور أكثر من 16 شهراً على الانتفاضة الشعبية في سوريا ووقوع الكثير من المجازر التي راح ضحيتها العشرات من السوريين، كان آخرها مجرزة "التريمسة" أمس في حماة، إلا أنّ ذلك لم يُحمّس بعض الفنانين السوريين على إبداء موقفهم إزاء ما يجري في وطنهم، خصوصاً هؤلاء الذين التزموا الصمت منذ بداية الثورة أو الأزمة. هكذا، اعتمد كثيرون سياسة النأي بالنفس عن كل ما يجري في محيطهم من مجازر وقتل وتهجير.

ولعل أبرز هؤلاء تيم حسن. منذ بداية الأحداث في 15 آذار (مارس) 2011، لم يظهر "الملك فاروق" على الساحة ليعلن موقفه، ما أثار الكثير من علامات الاستفهام. بل فضّل السفر والعيش خارج بلده في دبي قبل أن يعلن طلاقه من زوجته ديمة بياعة وانتقاله للعيش في مصر.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى سلافة معمار. وعلى رغم ظهور زوجها المخرج سيف الدين سبيعي في اللقاء الشهير عبر تلفزيون "الدنيا" الذي جمع أمل عرفة، وعباس النوري، وعابد فهد، وباسم ياخور الذين أعلنوا الولاء للنظام السوري، إلا أنّ نجمة "زمن العار" التزمت الصمت ولم تعلن موقفها، ما أثار دهشة عدد كبير من محبيها.

أيضاً، فإنّ تاج حيدر تعتبر من الفنانات اللواتي التزمن الصمت إزاء ما يجري في وطنها. وكانت صفحة على فايسبوك تحمل اسمها نسبت إلى الفنانة السورية معارضتها للنظام. وهو الأمر الذي نفته الممثلة الشابة جملةً وتفصيلاً. وأكّدت يومها بأنّ لا صلة لها بأي حساب أو صفحة على فايسبوك أو تويتر، متبرّئة مما يقال على لسانها من دون إعلان موقف واضح من الأحداث.

كذلك، رفضت جيني أسبر إبداء موقفها مما يجري. واكتفت بالتعبير عن حزنها لما وصلت إليها بلادها، مؤكّدة على تضامنها مع وطنها الجريح. كما تحاشت الخوض في السياسة في مختلف لقاءاتها، مشيرةً إلى أنّها لا "تفهمها".

ومن بين الفنانين الذين لا يزالون صامدين في صمتهم إزاء الدماء السورية، كاريس بشار التي لم تبح ولو بكلمة تشير إلى موقفها مما يجري. لذا، اعتبر كثيرون بأنّ علامة سكوتها يعني الرضى عما يجري. علماً أنّها سافرت في بداية الأحداث إلى أميركا برفقة زوجها وابنها قبل أن تعود إلى دمشق لتصوير مسلسلها الجديد.

وبينما يصف كثيرون من النشطاء هؤلاء الفنانين بالمتلوّنين والرماديين الذين تهرّبوا من إبداء أي موقف خوفاً من التورط في تصريحات تثير غضب أي طرف سواءً من الثوار أو من الموالين للنظام، لا يزال هناك الكثير من الفنانين الذين يحافظون على موقفهم الذي أعلنوه منذ البداية. منهم مَن لا يزال يقف مع النظام في تصرفاته وأفعاله كسلاف فواخرجي، وميادة الحناوي، وكندة حنا. ومنهم مَن يعارضه ككندة علوش، ومي سكاف، وأصالة.