بينما تتواصل الحملات العنيفة على أصالة بسبب موقفها إزاء الثورة، تستمر المطربة السورية بالدفاع عن نفسها، ولا توفر مناسبةً إلا وترّد الصاع صاعين للفنانين الذين أعلنوا مواقف مؤيدة للنظام وهاجموها بشدّة وكان آخرهم ميادة الحناوي التي تملك تاريخاً طويلاً في الخلافات مع مواطنتها.

وفي أحدث تصريح لصاحبة "سامحتك"، وصفت الدخلاء على الوسط الفني بأنّهم "حشرات"، ما فسره بعضهم بأنّه ردٌ مبطن على بعض النجوم الشباب الذين هاجموها سابقاً كمي حريري.

تصريحات أصالة جاءت عبر صفحتها على فايسبوك التي شكرت من خلالها بعض الصحافيين الذين دافعوا عنها، وقالت: "منذ دخولي هذا الوسط الذي أفخر به وأعلم يقيناً أنّ جماله وحلاوة نجاحه يجذبان الكثير من الحشرات الصغيرة التي تنفخ فتكبر بفعل فاعل، ونحن نعلم تماماً أنّها مهما حلتّ، فهي ضارة، وعلينا رشّها كل حين لنعيش في جوٍ خالٍ من أضرارها. التبست عند البعض طقوس التعبير على هذا الإبداع وارتبط بالمبالغة بتحررٍ رخيص وصخبٍ عشوائي، بيد أنّ الحقيقي أنّ الفن هو لغة الوسط لأنه يربط كل أطياف المجتمع، وهو الذي يقف في منتصف الدائرة ليرى ويُرى ويوازن كل ذلك، ويهتم بمن حوله، وإنّ حاول أحدهم ولو كان الأهم الإعتداء على أحد منهم، عليه أن يتولى مهمة الدفاع عن هذا الذي لا يحلم إلا بما لا نفكّر نحن به كطعام يكفيه يومه، وملبس يستر عورته".

وواصلت أصالة حديثها عن الفنان الحقيقي بالقول: "الفنان هو القاضي العادل للبسطاء من أهله ولمن أولوه مهمة التحدث باسمهم والتعبير عنهم حين قرر أن يغني قصصهم أو يؤلف حياتهم أو يرسم لوحاتهم أو أياً كان شكل التعبير عنهم. حين علمت أنّ السيدة أم كلثوم كانت مواظبة على صلاتها وأنّها كانت مطربة الملوك ولسان الشعب ولم تخطئ في الاثنين، عرفت أنّها خلقت كبيرة بموهبتها وإيمانها ومواقفها، كذلك فيروز التي تبكي حين تشعل شموع المحبة في الكنيسة الطاهرة حين أشعل لها ملايين المحبين شموع الشموخ والكرامة لتبقى هكذا ما حيت، لم نستغرب إيمانها، بل قلدنا صلاتها لما تحمله من سمو وتقرُّب. كذلك فريد الأطرش وكرمه البالغ حين فُتحت بيوت كثيرة بسببه. أيضاً هناك وردة الجزائرية التي لم ترد طالباً دقَّ بابها لتعطي قبل أن تُسأل، وهي التي رفعت رأس بلادها عالياً بموهبتها وأخلاقها. وهناك كثيرون ممن نفخر بهم بيننا اليوم ومن ارتحل وبقي عطره الذي لا ينفد".

وتحدّثت أصالة عن الهجوم الشديد الذي شُنّ عليها قائلةً: "لم تجرحني كثيراً شتائم من عُمي قلبه قبل عينه وهو يدافع عمَّن يستطيع بماله الوفير أن يجيّش مئات المدافعين المأجورين وهو قاتل أهله في الوقت الذي لا يستطيع مَن ندافع نحن عنه أن يرفع قضية في محكمة ما زالت تحت حكم هؤلاء الذين قتلوا طفله، ما دام العدل على الأرض مشكوكاً به وهو الذي لا يملك ثمن حصيرة يصلي بها، فصلّى على أرض وطنه الذي يهوى فتدميه خشونتها. كم أنا فخورة بمن ذكرني معجباً ممن أخاف دائماً أن يختلط عليهم الأمر ولا يقدرون تلك الشعرة التي أجهد للحفاظ عليها، وهي التي تفصلني عن أي شكلٍ من أشكال التطرف من خلال ملابسي وكيفيّة تقديم موهبتي، ومن خلال الإطار الذي تعبت وأنا أصنعه بدقة وفطرة كي يناسب الجميع، وتوازني وبساطتي وجرأتي وخوفي واندفاعي وصبري وحبّي لأن أكون مثل من أُعجب بهم وأن لا أشبههم، شغفي بالحياة وزهدي، كل ذلك صنعني، وكم أحاول الحفاظ عليه".

وختمت قائلةً: "قد أكون من القلائل الذين ذكرهم رجال دين معتدلون ورجال سياسة عادلون وأهل إعلام أحرار، وقد تكون كلمتي التي لو استأذنت من ضميري مصلحتي لما قلتها، هي التي دلّت عليّ فشرّفوني بهذا التمييز. نعم تحمّلت سنيناً من الظلم والقهر، وها أنا اليوم أكافأ ُبكم، كباراً تنصفوني وبذكركم لي أمسح كل قهر تلك الأعوام وهذه الأيام".