بمتابعة العمود الذي تكتبه في جريدة الشرق تكتشف أنك أمام  امرأة تتمتع بتفكير تحليلي من جهة وتنوع في الاهتمامات من جهة أخرى. تكتب ببساطة عن أمور في غاية التعقيد في مقالة لا تتجاوز الأربعمئة كلمة، فخير الكلام ماقل ودل من المحللة الاستثمارية والكاتبة الاقتصادية السعودية ريم أسعد، وهي أدوار قلما اضطلعت بها المرأة العربية ومارستها باحتراف..فقد تكون أسعد من أوائل الكاتبات الاقتصاديات أيضاً في العالم العربي.

اختارتها مجلة "آربيان بزنس" كثالث أقوى شخصية عربية في قائمة ضمت 500 شخصية لسنة 2012. والدها جراح عظام معروف ووالدتها عملت في القكطع العام ثم مارست العمل الحر. ويبدو أن هذه البيئة المتعلمة والعاملة غرست في ريم حب العمل ومشاركة الآخرين ماتعرف، وذلك بعد أن ساهمت في صقل معارف ابنتها بالتعليم والتمكن من لغات أجنبية ثم إرسال ابنتهم لبوسطن لدراسة التمويل والاستثمار بجامعة Northeastern University والحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.

"أنا زهرة " التقت ريم أسعد للحديث عن رحلتها المهنية في عالم القطاع الإستثماري في المملكة..وكان هذا الحوار:

حدثينا عن مشوارك المهني؟

بدأت العمل منذ التسعينات بعد تخرجي من الجامعة، وتدرجت من تصميم الأزياء حتى المحاسبة فالإستثمار والاقتصاد، رحلة طويلة ومليئة بالدروس الممتعة والقاسية في آن واحد.

 كنت أحاضر في الاقتصاد والشؤون المالية والمصرفية منذ عام 2008 في كلية دار الحكمة للنساء وعملت كمحللة إستثمارية في البنك الأهلي التجاري منذ عام 2001، وأعمل في الإستثمار بشركة السعودي الفرنسي كابيتال في جدة.

ماهي الصعوبات التي واجهتك كأمرأة سعودية؟

كثيرة وأغلبها إداري وبيروقراطي ومجتمعي وبعضها أضاع وقتنا كنساء من دون فائدة، وللأسف لا نستطيع ارجاع الزمن للوراء فحسبت علينا السنون ولا ذنب لنا فيما عانته المرأة اقتصاديا او مهنيا. ولكننا نحيا بالأمل ونتطلع دائماً إلى الأمام وبالنظر على التاريخ نجد أن كل جيل يقدم تضحيات من أجل الجيل التالي وهكذا تدور عجلة الحياة.

ماهي القوانين التي تحتاج المرأة السعودية لتغييرها في مجال الأعمال ؟

الوكيل الشرعي والمعقب والمواصلات والسائق المنزلي. هناك أيضاً أعراف وأحكام مجتمعية يجب أن يسهم الإعلام والدولة بتغييرها من خلال التوعية. تحتاج مدارسنا إلى تقدير المرأة والتعريف بدورها في المجتمع ليس فقط كأم وزوجة بل كعالمة وتاجرة ومعلمة، ومناهجا ينقصها نماذج تاريخية لنساء خالدات من جميع العالم وليس فقط العالم الإسلامي، لأن الحياة مشتركة بين الأديان والأطياف والمعرفة لا تتوقف عند أمّة معينة. وأستشهد هنا بمبادرة خادم الحرمين وإطلاقه لمركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان، وهي من أعظم المبادرات التي تدل على عمق بصيرته ومعرفته بمضمون الحياة والتعايش والتبادل الثقافي.

ما أهم المعوقات التي تواجه تقدم المرأة السعودية وكيف يمكن تخطيها ؟

المواصلات، استخراج تراخيص العمل، قلة ومحدودية القطاعات المسموحة لعمل المرأة. سيتم تخطيها لو غيرت الوزارات منهاجها البيروقراطي وحذت بجدية نحو التطوير وتمكين المرأة مثل ما قامت به وزارة العمل من تفعيل القانون القاضي بعملها في المحال النسائية والذي كان مسبوقاً بحملة الملابس النسائية التي أبرزت للوزارة والمجتمع أن المرأة السعودية جاهزةً للمساهمة في اقتصاد بلادنا بشكل فاعل.

حدثينا قليلاً عن مساندة العائلة وأهمية ذلك لك؟

مساندة العائلة كانت كل شيء بالنسبة إلىي. كل شيء وكل نجاح تحقق لأن عائلتي ببساطة أرادت ان انجح ... فدرست خارج المملكة قبل ظهور الإبتعاث وتعلمت اللغات الأجنبية منذ صغري ودفعوني لاستكمال مسيرتي قبل وبعد الزواج.. اسال الله لهم العافية والدوام

ماهي مشاريعك المستقبلية؟

في نطاق تمكين المراة: العمل على تقليل بطالة المرأة وللمجتمع زيادة الوعي المالي المجتمعي.

ماهي أمنيتك؟

ترك بصمة في وزارة العمل بحيث تحدث فرقا في حياة وإنتاجية الفرد السعودي من خلال سن القوانين الضرورية وتذليل العقبات المتعددة أمام الباحثين عن العمل.