عيد الأب" مناسبة قد لا يفطنها أحد في المجتمعات العربية حيث يبتعد الأبناء عن الاحتفال بآبائهم في "يوم الوالد العالمي" (الذي يتم الإحتفال به عادةً في الثالث من حزيران (يونيو) في الولايات المتحدّة وبعض الدول العربية وفي الـ 21 من الجاري في البعض الآخر).

لفتة خاصة نقدمها من "أنا زهرة" للأباء نتحدث فيها عن أهمية ومدى علاقة الأبناء بأبائهم، ليس في مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب، بل في علاقتهم الزوجية التي يستمر فيها تقليد الأب الحنون، الرزين، الخجول أو المتسلط والمتقلب في بعض الحالات.

الأهل بالفطرة والغريزة
يرفض الرجل في مرحلة الشباب والزواج التشبه بوالده ولو كان هذا التشبيه إيجابياً. "أنا شيء وأبي شيء آخر"... جملة قد يردّدها الرجل على مسمع زوجته وعائلته متمسكاً برجولته التي اكتسبها برأيه من خبرات الحياة وتجارب الآخرين، متناسياً أن المجتمع المتواجد داخله هو نفسه الذي ترعرع ونضج فيه. أمّا الفضل فيعود في لاوعي الرجل إلى الأهل إما بالغريزة أو الفطرة وربما معاً

وممّا لا شك فيه أنّ حياة الإبن وأفكاره ومعتقداته تبدأ من منطلق علاقته بوالده. تعلّق الإثنين ببعضهما ومدى متانة هذه العلاقة خاصةً في فترة المراهقة، يمكّنان الأب بسهولة من تثبيت الأفكار الإيجابية وتصحيح الأفكار المغلوطة التي قد يمر بها الإبن في مرحلة الشباب لتصبح مع الوقت أُسساً وربما حِكماً تتوارثها الأجيال

في العلاقة تربية
علاقة وطيدة بين الأبناء يشدّد عليها علماء النفس والإجتماع، خصوصاً بعدما ثبت علمياً في دراسة كندية أصدرها البروفيسور Françoise Maheu المتخصّص بالأمراض العقلية والأعصاب بأن قسوة الآباء والأمهات على أبنائهم تنعكس سلباً للغاية في المستقبل، كالإنطوائية المبالغ بها والخوف الإجتماعي واضطرابات القلق والرعب والهلع من مواجهة القرارات، وأخيراً إختلال التوازن العاطفي وتطورّه في كل العلاقات.

تربيةٌ وراثة في اللاوعي قد لا يلتفت إليها الزوج أولاً، وقد يكون للزوجة الفضل في توجيه وإرشاد الأب عليها. مثلاً في دردشة مع حماتها، قد تكتشف طباع حماها التي تشبه طباع زوجها في المنزل. أشكال عديدة ومتنوعة لا تعد ولا تحصى إنطبعت في اللاوعى وخرجت إلى العلن بطرق عدة ترجمها الزوج بتصرفاته وتربيته لأبنائه.

الوالد قدوة لا تتكرّر
وبعيداً عن الأب القاسي وذلك الحنون، يبقى للأب سحره الخاص ووجوده في وجدان كل منا بعطائه الخفي المتواصل طوال أيام حياتنا. ولتأثير الأب علامة فارقة لا في الإبن فقط بل في الإبنة التي ترى في والدها القدوة التي قد تختار شريك حياتها على أساسها.

ومنّا لكل أب كل عام وأنت الخير والبركة!