تقول الصورة النمطية عن المرأة العربية إنها جالسة في البيت تعاني الأمرين وتتعرض للاضطهاد وتلاقي من شريكها الرجل شتى صنوف التنكيل بكرامتها.

حسناً، نحن لا ننكر أن حال النساء العربيات لا يخلو من الكثير من ذلك. لكننا أيضاً بحاجة لتسليط الضوء على ما تخطه المرأة العربية الشابة من سطور جديدة في عالم الأعمال والدراسة والتعليم والإبداع حتى ولو من المنزل!

ياسمين جودة مدربة على تطوير مواقع الإنترنت تقول إن نسبة الفتيات اللواتي يحضرن دورات تطوير مواقع الإنترنت تصل كل مرة إلى مايقارب الـ 46% من المشاركين، وتقول إن إقبال وجدية هؤلاء المشاركات يفوق نظرائهم من الذكور في رأيها. فهن متحمسات جدا لتعلم التقنيات الجديدة ويملن للإبداع والابتكار أكثر من تطبيق القاعدة وحسب.

من جهتها تشير سيدة الأعمال مي حبيب، في إحدى مقابلاتها، وهي صاحبة موقع Qordoba.com في دبي والذي يقدم خدمات الترجمة ويوظف الكثير من النساء إن "الإنترنت غيّر في طبيعة فرص العمل ونقلها إلى مستوى آخر فيما يخص المرأة العربية، فقد أصبحت الفرص أكثر مرونة وأصبح هناك نوع من الأعمال الممكنة والمتاحة من البيت، مضيفة أن الرأسمال الصغير الذي تتطلبه هكذا مشاريع أيضا شجع كثيرات على التفكير في مشاريع عبر الإنترنت.

دنيا العلي صاحبة شركة إعلانات تقول إن العمل عبر الإنترنت مكنها من التواصل مع كثير من الفتيات العربيات المبدعات في بلادهن في العالم العربي، ووفر الكثير عليهن من كلف التنقل والإقامة. فأصبح تداول الأعمال ممكناً من خلال الإنترنت ولا نعاني من مشاكل في الاجتماعات واتخاذ القرارات وشكلنا معاً شركة وبعض منا لم نلتق ببعض في الحياة الواقعية إلى الآن ومنذ خمسة أعوام.

تؤكد على هذه الفكرة ناشطة في إحدى جمعيات حقوق المرأة نادين بيطار فالتنقل أمر له أهميته فهناك الكثير من النساء يعانين من التنقل بين المدن داخل البلاد الواحدة أو حتى التنقل من القرية إلى المدينة، ومنهن من هي مسؤولة عن عائلة وأطفال، وليس لديها طاقة مادية لتستخدم مربية أو تضع أطفالها في حضانة. ومنهن من نتواصل معهن على الإنترنت وندربهن على مهارات القيادة وإدارة المشاريع الصغيرة وكيفية تحقيق التوازن بين العائلة والعمل. وبالفعل نجحنا في كثير من الأحيان.

ومثال على هذا النجاح موقعtadreesna.com لإعطاء الدروس الخصوصية الذي أنشأته وتعمل فيه السيدة الأردنية نورا سعد. مشيرة إلى أنها كانت مجرد أم عادية وزوجة ولديها الكثير من المسؤوليات، وأنها وجدت العمل على الإنترنت من المنزل حلاً جيداً تحقق فيه ذاتها وترعى عائلتها في وقت واحد.