حين سمعت نادين قانصو عن صديقة تجنبت إعطاء وليدها اسماً عربياً في أمريكا، نتيجة خوفها من النظرة السلبية التي ينظر بها إلى العرب بعد أحداث 11/ أيلول. تملكتها مشاعر الغضب فترجمتها بشكل إبداعي إلى مجوهرات "بلعربي", التي تميزها الحروف العربية.

"بلعربي" هي الاسم التجاري لتصاميمي، وينضوي تحت هذا الاسم المجموعات المختلفة، مثل "صباح الورد"، "عُطُوف"، "المايا"، وآخرها "يا غالي" وهي قطع مجوهرات موجودة أصلاً، اخترتها وتبعت الشكل الجمالي لها، وأضفت لها أحرف وكلمات عربية ذات معاني رومنسية قريبة للقلوب. لم أكتف "بتعريب" القطع إن جاز التعبير، بل استطعت إيجاد توليفة مثيرة للاهتمام.

-من أين تأخذين الفكرة أو التصميم؟
لا شيء محدد... أحياناً فكرة بسيطة تخطر لي ثم يبدأ سيل الأفكار بالتلاحق، وأحياناً أرى شيئاً جميلاً فأفكر بالإضافة التي تناسبه، فأجرب وأرى النتيجة النهائية ومدى تقبًل الناس لها، والحمدلله هناك إعجاب كبير بقطعي، وأعتقد أن التصميم والكلمات التي أستعملها لها تأثيراً إيجابياً، فالناس بطبيعة الحال يتفاعلون مع كلمات الحب.

-مالذي يميز مجموعة "يا غالي" عن ما سبقها؟
أي تصميم في هذه المجموعة هو تصميم فريد لن يتكرر أبداً. والمميز أيضاً أن بعض القطع قابلة للتعديل إذا شعرت صاحبتها بالملل، فتستطيع فصل الأحرف والإضافات ليصبح لديها قطعتي مجوهرات بدل واحدة.

-أنت مصورة قبل أن تكوني مصممة مجوهرات. أيهما الهواية، والعمل؟
تصميم المجوهرات بدأ من خاتم وتطور ليصبح عملاً متكاملاً. أما التصوير فهو الجزء الإبداعي الذي يوقظ بداخلي التحدي على مستوى آخر، خاصة حين يتملكني هاجس التعبير عن فكرة ما سياسية أو اجتماعية، حينها أبدأ بالتفكير عن الصور الأنجح لترجمة ما أفكر به.

-زبائنك من أي الجنسيات؟
من كل الجنسيات، ولكن العرب أكثر طبعاً بحكم ارتباطهم باللغة العربية وفهمهم لمعاني الكلمات، ولكن الأجانب يشترون مجوهراتي أيضاً، لأن البعض منهم يعجبه تشكيل الحروف دون فهم معاني الكلمات. كنت في كوبا قبل فترة وجيزة، والكل أعجبه ما كنت أرتديه من مجوهرات على الرغم أنهم لا يفهون منها شيئاً.

-حين تحصدين هذا الإعجاب نتيجة الحروف العربية، هل شعرين أنك وصلت لغايتك من خط مجوهرات "بلعربي"؟
أعرف أطفالاً لأسر عربية لا يتكلمون لغتنا الأم، وهذا الموضوع يستفزني جداً لأننا نضيع هويتنا ولغتنا نتيجة هذا الإهمال، وأتمنى أن استطيع المساهمة في الحفاظ على الهوية العربية ولغتنا.

-هدف نبيل بالطبع، ولكن إلى أي حد تنجح المجوهرات في تحقيق هذه الغاية، سيما وأنها ليست في متناول الجميع نتيجة ثمنها؟
قد لا يكون ماأفعله على الأرض بحجم ما أفكر به، لكنها محاولة مني لإظهار الاعتزز بالهوية العربية ولغتنا. طالما سألت نفسي حين أرى الناس يتزينون بالحروف الأجنبية، لماذا لا نتزين بحروفنا العربية؟

-ولكن إن كنت حريصة على اللغة العربية، لماذا استخدمت إسماً تجارياً لمجوهراتك بكلمة عربية لا تراعي قواعد الكتابة العربية، أي أنك حذفت حرف الألف من أل التعريف!
أنا تعاملت مع موضوع "اللوغو"، من منظور إبداعي على مبدأ يحق للشاعر ما لا يحق لغيره!

-هل تفكرين بأن تتوجهي لشريحة أكبر من الناس من خلال قطع ذات أسعار في متناولهم؟
هناك الكثير من القطع التي تحاكي تصاميمي وهي متوفرة بأسعار أقل من أسعار قطعي. أنا وضعت معايير محددة لتصاميمي ولن أتنازل عنها، وتأتي مجموعة "ياغالي" ترجمة لذلك من ناحية قيمتها المادية حيث استخدمت أحجار الماس وغيره من الأحجار الكريمة، ومن ناحية القيمة المعنوية لتعبير "يا غالي".

-أي القطع أحب إليك من "يا غالي"؟
أنه القرط الذي أرتديه الآن، ويحمل كلمة "حياة". صممته وصنعته ووقعت في غرامه ولن أبيعه لأحد.

-ماذا بعد "يا غالي"؟
ليس في بالي شيء حتى الآن. أنا لا أخطط، الأمور تأتي وحدها. والحمدلله الإبداع لم ينضب حتى الآن، مازلت قادرة على الابتكار مذ بدأت من ست سنوات حتى الآن، ولكن لا مانع من الاستعانة بمصممين في المستقبل.

هكذا ختمنا حديثنا مع السيدة نادين قانصو، صاحبة الطلّة الأنيقة والحديث الممتع. تحيط بنا مجوهراتها المعروضة حصرياً لدى قسم الساعات والمجوهرات الراقية في الطابق الأول من متجر "هارفي نكلز دبي" الكائن في "مول الإمارات".

المزيد:
مجوهرات "بالعربي" تقدمها نادين قانصو
عندما تتكلم المجوهرات ماذا تقول؟ "يا غالي" جديد نادين قانصو حصرياً لدى هارفي نكلز دبي