من منا لا يحب التشيز كيك؟! ولكن من منا يتوقع أن يكون التشيز كيك سبباً في نجاحه في الحياة، ومعيلا له ومعينا؟

هذه هي قصة نجاح لسيدة أردنية نعرفها في عمان باسم "’آنتي هنادي" أي العمة هنادي، رغم أن عمرها 39 عاماً فقط.

كانت هنادي ستشق طريقاً مختلفاً تماماً، فهي كانت طالبة صيدلة قبل أن يتعذر عليها إتمام دراستها بسبب سفرها للرياض وإنجابها. ولأنها تحب إعداد الحلويات أحبت أن تتعلم الطرق المختلفة لإعداد التشيز كيك بأفضل مايكون. وبالفعل أتقنت هنادي هذه الصنعة كمحترفة وحدها ومن دون معلم. وبدأت تفكر أن تطور هذه المهارة من متعة منزلية إلى عمل يجلب لها ولأسرتها الدخل ويحقق لها ذاتها من خلال العمل والإنتاج.

استغرق التحضير للمشروع أعواما؛ فمنذ العام 2006 حتى 2008 وهي تبحث في موضوع التشيز كيك، وتتعلم صناعة "التشيز كيك" بنسخته الأصيلة عبر متاجر عالمية، لتستغرق منذ العام 2008  حتى صيف عام 2011 وهي تحضّر لافتتاح المشروع وتدريب بعض الفتيات على طرق إعداد التشيز كيك. تقول "تكلّل المشروع بالنجاح. نجاح مُهلك ومُتعب كثيرا لكنه جميل".

تبدأ هنادي نهارها منذ السابعة صباحا، حين تجهّز قوالب التشيز كيك بمساعدة الفتيات، اللاتي لم يكنّ يعرفن شيئا عن إعداد الحلوى، كما تقول، بيد أنهن تلقّين على يدها تدريبا دام ستة أشهر، لتستمر عملية الإعداد وتصريف المنتج حتى التاسعة مساء، بيد أنها في رمضان كانت تستمر حتى منتصف الليل في مرات؛ لتأمين الطلبات المتزايدة على مُنتجها الذي تبتكر منه أصنافا عدة. تقول "منتجنا هو العربي الوحيد الذي نعدّه بمواصفات أميركية مائة بالمائة. أبتكر أنا وزوجي أصنافا عدة من التشيز كيك مع المحافظة على وصفة إعدادها الرئيسة بالطريقة الأصيلة ذاتها".

تعدّ هنادي ما يقارب الثمانية وأربعين قالب تشيز كيك في اليوم الواحد، أمام الإقبال المتزايد على منتجها، وفي رمضان تعدّ ما يقارب الستين قالبا، وإلى جانب التشيز كيك منتج الكوكيز والمعجنات.

غيرت هذه القوالب اللذيذة التي تشهد أفراح الزبائن وأعيادهم ومناسباتهم حياة هنادي تمّام، وحسنت من ظروفها ورفعت من اعتدادها بنفسها من خلال النجاح الذي حققته..وأنت ماهو مشروعك؟ قولي لنا بماذا تفكرين؟