تذكرت أغنية نجاة الصغيرة التي تسأل فيها "إزاي أنا بقدر أسهر وإزاي تقدر تنام؟"، وأنا أزور صديقين مقربين نشب بينهما خلاف زوجي أمامي. كان محور الخلاف نوم الزوجة بينما يسهر الزوج وحده على التلفزيون. بينما تعبر هي عن استيائها أيضاً لأنها تخلد إلى النوم وحدها!

بالمقابل هناك شريكين آخرين، يعانيان من المشكلة بالمقلوب، فالزوجة التي لا تعمل تسهر طيلة الليل وتنام حتى موعد عودة زوجتها من العمل. وتكون هي قد طلبت البيتزا أو أي طعام ترغب به، حتى ليبدو الأمر كأن الاثنان يعيشان حياتين منفصليتين!

حسناً، إذا كان أي شريكين متفقين على نمط جياة معينة فهذا شأنهما بالطبع. ولكن لا يبنغي أن يكون اختلاف إيقاع النوم بين الزوجين سبباً للمشاحنات بينهما. فإذا كان أحدهما معتاداً على الذهاب إلى الفراش في تمام الساعة 22:00 دائماً، فلا يتوجب على الطرف الآخر الذي يحب السهر أن يُبدي - مدفوعاً بالرغبة في التجانس والتناغم - تضامنه مع شريك حياته ويذهب إلى الفراش في نفس الموعد.

يجب أن يتقبل الزوجان هذا الوضع. وبمقدور الحب أن يتحمل هذه النقطة أيضاً. فليس من السهل أن يغير الإنسان إيقاع نومه الذي اعتاد عليه، لذا ينبغي ألا يُثقل أحد الزوجين كاهله سعياً لتغيير إيقاع نومه.

 ولنعترف أنه ليس بالأمر الجميل أن يذهب أحد الزوجين ليلاً إلى الفراش بمفرده، ولكن خلال النهار تتاح للزوجين إمكانيات عديدة لقضاء بعض الوقت سوياً.