في غالبية إعلانات السجائر تظهر المرأة أو الرجل فيها على نحو جذاب ومثير جداً. ومعظم المشاهير قدموا إعلانات السجائر، مثلما ظهروا أيضاً في مشاهد مهمة من الأفلام وهم يدخنون فأضفوا على السجارة والتدخين صفة الجاذبية والشهرة والقوة ولفت الانتباه.

ويعد التدخين أولى محاولات المراهق إثبات نضجه والتعبير عن استقلاليته وتمرده، وأحيانا يعبر عن تقليده لهؤلاء المشاهير الذين يحبهم أو تقليده لوالده الذي يعد رمز الرجولة الكاملة في نظر الابن.

أما الفتيات فيبدأن في التدخين في مرحلة متقدمة على الفتيان، وهن شابات ملفتات للنظر، وكثيراً مايقترن مظهر المرأة المثيرة والجميلة بشكلها وهي تحمل السيجارة وتدخن بدلال. مثلما تحاول النساء التعبير عن قوتهن واستقلاليتهن وتمردهن بالتدخين، خاصة في الأماكن العامة. من المواقف الطريفة أن إحداهن لا تدخن أساساً، ولكنها تحمل باكيت الدخان فقط لتظهره في المقاهي والمطاعم، وقد تشعل سيجارة وتنفخ هنا وهنا فقط لتلفت النظر وتعبر عن وجودها المتفرد، معتقدة أن السيجارة وسيلة لذلك. وبالطبع فهن أن هذا يرتبط بأن قائمة الممنوعات المفروضة على المرأة أكثر من الرجل!

في ممارسة التدخين الكثير من الاستيهام ويتوقع أو تتوقع المدخنة أنها تزيد جاذبية ولفتا للنظر، هناك رجال يشترون إكسسوارات ملفتة وبارزة للسيجارة كالقداحات الغريبة وحافظة الدخان الثمينة أو الفلتر المميز والمنقوش. وهناك نساء يفعلن الأمر نفسه ويضاف إليه المناكير طبعا والخواتم ونقوش الحناء التي تزيد من منظر الفتاة المدخنة فتنة.

هناك رجال يعتقدون فعلاً أن النساء جميلات حين يدخنّ، وبعض ممن أعرف يطلبون من زوجاتهم التدخين معهم لأن الأمر يروق لهم. وهناك نساء يجدن في الرجل المدخن أيضاً جاذبية من نوع خاص، بعضهن تحب رائحة الدخان على ثياب الزوج وتجدها علامة من علامات الرجولة!

ارتبط التدخين كذلك بصورة المبدعين من الكتاب والفنانين من الجنسين، فلا نستطيع تخيل شاعر مثلاً ولا يتم تقديم فنان في مسلسل أيضاً إلا ويكون مدخناً شرهاً، تعبيراً عن انشغاله بأمور كبيرة بعيدة عن توافه البشر العاديين أمثالنا. في الحقيقة أجد هذه الكليشهات مضحكة فعلاً، فمحمود درويش مثلاً لم يكن مدخناً على الإطلاق ومثله من المبدعين كثر.

فهل تعتقدين أن التدخين يزيدك جاذبية؟ وهل تحبين أن يكون شريك حياتك مدخناً؟