تطابقت نتائج دراسات طبية أجريت مؤخراً مع أخرى سبقتها حول محورية الدور الذي تضطلع به الرضاعة الطبيعية بوصفها أحد أبرز الركائز التي يعول عليها في تعزيز عاطفة  الأمومة بين الأم وطفلها بدءاً من الشهور الأولى من الولادة.

 

وكشفت مؤسسة "كوشرين كولابوريشن" للأبحاث عن النتائج التي خلصت إليها دراسة معمقة أجرتها تفيد أن الأطفال الذين نالوا نصيبهم من الرضاعة الطبيعية تتشكل عندهم ملامح العاطفة بصورة أعمق من نظرائهم الذين لم يسعفهم الحظ في أخذ قسط من حليب الأم، إذ يغدون أكثر تفاعلاً مع أمهاتهم وتنخفض نسبة البكاء عندهم إلى أدنى مستوياتها. وأشار القائمون على الدراسة إلى أن العلاقة المباشرة بين الطفل وأمه خلال فترة الرضاعة الطبيعية تحرض على زيادة معدلات الإفراز الهرموني الإيجابي "أوكسيتوسين"، الأمر الذي يقود بدوره إلى تحسن معدلات التعلم والإدراك بالصورة المثلى التي تكرس تفاعل الطفل بصورة أكبر مع محيطه.

 

ويتزامن كشف نتائج هذه الدراسة مع المساعي الحثيثة التي يبذلها القائمون على حملة "الشارقة إمارة صديقة للطفل"، والتي جاءت بدعم من صاحبة السمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة حملة الشارقة امارة صديقة للطفل، لتكون المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة والعالم العربي.

 

وتعليقاً على هذه الإيجابيات المنطوية على الرضاعة الطبيعية، قالت الدكتورة حصة خلفان الغزال، مدير اللجنة التنفيذية لحملة الشارقة "إمارة صديقة للطفل": "مما لا شك فيه أن للرضاعة الطبيعية تأثيراً إيجابياً كبيراً على سلوك الطفل ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل يتعداه إلى الأم أيضاً. فعلى سبيل المثال، تظهر الانعكاسات السيكولوجية بصورة واضحة على نفسية الأم من خلال تعاطيها بكل راحة مع الطفل والزوج في آنٍ معاً، الأمر الذي يقود إلى علاقات أسرية ملؤها السكون والطمأنينة. كما يسهم هذا الشعور بالتخفيف من وطأة الألم لدى الطفل عند خضوعه للإجراءات الطبية".

 

ويهدف ممثلو حملة الشارقة "إمارة صديقة للطفل" خلال جولاتهم على المؤسسات إلى إطلاع الجمهور على الفوائد المترتبة على الرضاعة الطبيعية ودورها الفعّال في تكريس عاطفة الأمومة. وتغطي جولاتهم كل من حضانات الزهراء وواسط والشيماء والمستقبل وكلية الشارقة النموذجية لتقنية المعلومات. كما تشمل جولاتهم أيضاُ عدداً من مؤسسات القطاعين العام والخاص في الشارقة بما فيها دائرة الخدمات الاجتماعية ودائرة الموارد البشرية وميغا مول وصحارى مول وهيئة  البيئة و المحميات الطبيعة وغرفة تجارة وصناعة الشارقة بالإضافة إلى إدارة  نادي السيدات.

 

وشددت الدكتورة الغزال على أن الرسالة التي تود الحملة إيصالها للأمهات تتمثل في أن عملية الرضاعة الطبيعية لا تقتصر فقط على تغذية الطفل وإشباعه بل هل عملية سيكولوجية بطبيعة الحال يحتاج معها الطفل إلى الحنان والقرب من الأم حتى تكون تنشئته صحيحة من الناحية الجسدية والنفسية".