أكدت دراسة حديثة أن بعض الشابات الإماراتيات يتبعن نظاماً غذائياً صارماً أو لا يحصلون على ما يكفي من المواد الغذائية خوفاً على صورة جسمهن كما أنهن لا يمارسن الرياضة بما يكفي.

وقالت سارة تراينر مؤلفة الدراسة "في كثير من الأحيان، فإن القلق بخصوص صورة الجسم يفوق اهتمام المرأة بالغذاء حيث أن الأنظمة الغذائية التي اتبعتها بعض النساء كانت شديد القسوة ".

واضافت "حيث كان من الشائع جدا ً لكثير من النساء أن يتجنبوا تناول أحد الوجبات وهذه العادة ظهرت بشكل أكبر لدى النساء ذوات الوزن الزائد".

واجرى باحثون في جامعة أريزونا الدراسة التي نشرت في the American Journal of Human Biology، وقاست مؤشر كتلة الجسم وهوالمقياس المتعارف عليه عالميا لتمييز الوزن الزائد عن السمنة أو البدانة عن النحافة عن الوزن المثالي، وهو يعبر عن العلاقة بين وزن الشخص وطوله كما بحثت الدراسة في نسبة الدهون في الجسم والعادات الغذائية والنشاطات الرياضية للمشاركات.

وشملت الدراسة 103 امرأة إماراتية بين الثامنة عشر والثلاثين من العمر، وتم تصنيف المشاركات في ثلاث مجموعات بحسب لمؤشر كتلة الجسم BMI إما تحت الوزن الطبيعي أو ضمن الوزن الطبيعي أو زيادة عن الوزن الطبيعي.

وأظهرت النتائج تناقضا ً واضحا ً مع نتائج دراسة سابقة تشير إلى ارتفاع معدلات السمنة في الإمارات حيث بحسب لادراسة فإن 26% من المشاركات كن تحت الوزن الطبيعي و 44% من المشاركات ضمن الوزن الطبيعي.

وهذه الحالة ليست حكراً على دولة الإمارات ولكن ما أظهرته الدراسة أن "الاختلاف في دولة الإمارات العربية المتحدة هو أن هذه الحالة ظهرت بشكل كبير حيث تسارع حدوث ذلك مترافقا ً مع تغيير سريع في العادات الغذائية ونمط الحياة. كما أن النشاط الجسدي قد تناقص بشكل ملحوظ جدا ً خلال زمن قصير".

وتلقي الأستاذة في جامعة الإمارات فاطمة المسكري التهمة في ذلك على الضغوط الاجتماعية بقولها "بغض النظر عن جنسيتهن، فإن الطالبات في هذه العمر حساسات للرسائل التي تقدمها وسائل الإعلام، حيث أن هذه هي الفئة العمرية الذي لصورة الجسم فيها أهمية كبرى وتأثير عظيم على السلوك".

ووجدت الدراسة صلة بين البدانة والحالة الاقتصادية الاجتماعية والوضع المحافظ الذي يقاس بارتداء المرأة للعباءة.

وقالت مؤلفة الدراسة "معظم هؤلاء النساء يرتدين الملابس العادية تحت العباءات الخاصة بهم، حيث يتم خلع هذه العباءات في المناسبات النسائية"، كما أن معظم المشاركات في الدراسة كن في العمر الذي يفكرون فيه في الزواج.

وبحسب الدراسة فإن التصورات الاجتماعية ليست هي المشكلة الوحيدة، حيث أن التحدي الأكبر في الإمارات العربية المتحدة وجميع أنحاء العالم هو إنشاء البنية التحتية التي تشجع على نمط حياة صحي.

وأشارت الدراسة إلى أن عدم وجود المواد الغذائية الطازجة المزروعة محليا يعتبر عاملا في انتشار هذه الظاهرة حيث "إن المواد الغذائية المستوردة ليست بذات جودة المنتجات المحلية، سواء في الحفاظ على القيمة الغذائية أو النكهة ،وهذا العامل خارج عن سيطرة النساء".

كما يمكن أن يكون عدم وجود صالات رياضية للنساء فقط في مدينة العين أحد العوامل خصوصا ًمع ازدحام جدولهن الدراسي حيث يدخلن إلى بوابات الحرم الجامعي كل يوم ونادرا ً ما يخرجن طيلة النهار وبسبب ذلك فإن الطريقة الوحيدة التي تجعل من الممكن ممارسة التمارين الرياضية هو وجود الصالات الرياضية داخل حرم الجامعة

وتشير مؤلفة الدراسة أن لدى دولة الإمارات والمنطقة على نطاق أوسع ميزة واحدة أن قد تفتقر إليها بلدان أخرى وهي الموارد

وأضافت "أن لديهم القدرة وبشكل كبير على تخطي هذه المشكلة الصحية العامة".