ما أن تصل سيدة إلى موقع سياسي متقدم وتجد نفسها معرضة للكاميرات طيلة الوقت، بحيث تغدو صورتها ملكا للجمهور العام ومثار نقاش وجدل، حتى تعود مفارقة أساسية نعرفها جميعا بخصوص عمل المرأة القيادي. ويتمظهر ذلك غالبا من خلال اهتمام الميديا بأزياء وملابس وتسريحة المرأة القيادية التي تصبح موضوعا للجدل العام ومادة تغذي مستويات مختلفة من وسائل الإعلام.

هذا ماحدث مثلا مع مرشحة الرئاسة الفرنسية قبل سنوات رويال التي انتقدت لارتدائها التنورة، بينما انتقدت مستشارة الألمانية ميركيل لأنها تلبس لباسا رجالياً، وقد سبق أن تعرضت سياسيات عربيات للتعليق على شدة أناقتهن مثلما حدث للقيادية الفلسطينية حنان عشرواي أو كما علقت الصحافة على تنانير الأردنية توجان فيصل القصيرة في التسعينيات.

هكذا إذن، يطلب إلى المرأة السياسية أن تكون أنيقة ولكن ليس بإفراط. وأن تتماهى مع المشهد المألوف من خلال الاقتراب في زيها من ستايل رسمي من دون أن تخسر الخصوصية التي تفترضها الأنوثة. والمفروض أن تتشابه مع زملائها في المنصب السياسي دون أن تخسر اللمسة المميزة لذوقها الخاص.

المفارقة تحدث على الشكل التالي، المطلوب من المرأة أن تكون امرأة مع كل الأفكار المسبقة عن ذلك وفي الآن نفسه أن تنفصل عن كونها امرأة. أن تحافظ على أنوثتها وأن تحرص على إخفائها في آن. أن تبقى امرأة تعبر عن جدارتها كامرأة وتسعى للتشابه مع الرجل في الزي من جهة أخرى.

وفي مثال آخر فإن ما يميز المرأة الإماراتية التي وصلت للمناصب السياسية هو تمسكها بالزي التقليدي أو معاييره التي تقوم على البساطة والراحة والهدوء، فهي بذلك متمسكة بهويتها الأنثوية ومنسجمة تماما مع دورها السياسي ولا أدل على ذلك من نموذج الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية.

نفس الملاحظة تنطبق على السياسيات اللبنانيات فهن متمسكات بأكثر درجات الأناقة أنوثة ومنسجمات مع دورهن السياسي بنفس المقدار. مثلما نرى مثلا النائب ستريدا جعجع.

هناك أمثلة كثيرة على ملابس النساء اللواتي عملن في السياسة سنذكر منها المرأة الحديدية البريطانية مارغريت تاتشر التي اختارت مظهرا أنيقا محافظاً صعباً وظلت مخلصة دائماً للتنورة.

لا ندري ماذا نقول للمرأة التي بحاجة لأن تخوض معركة طيلة الوقت حتى ولو من أجل تنورة...رغم ذلك نراهن يبدعن في كل مجال ومكان... تحية لكل هذه الأرواح المؤنثة القوية والأنيقة...