افتتحت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة أمس فعاليات الملتقى الأسري السنوي الثاني عشر الذي تنظمه إدارة مراكز التنمية الأسرية تحت شعار "التماسك الأسري في ظل العولمة.. الواقع والطموح ".

وحذرت القاسمي في كلمتها من خطورة ما تعرضه محطات التلفزيون من دراما تلفزيونية من مسلسلات وبرامج لا تمت إلى المجتمع الخليجي بشكل عام والمجتمع الإماراتي بشكل خاص، والتي أصبح لها جمهور كبير، ومن الشرائح العمرية كافة، وأن هذه الأعمال ترسخ لثقافة جديدة، بعيدة كل البعد عن ثقافتنا ولغتنا وعاداتنا وقيمنا وتقاليدنا، وأبدت استغرابها من أن هناك العديد من الأشخاص، بدأوا ينساقون تجاه تلك الثقافة الغريبة عن مجتمعاتنا

وقالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في مداخلاتها على القضايا التي جرى طرحها في الملتقى، إننا نعي المشكلات التي يعانيها المجتمع الإماراتي وتردنا يومياً العديد منها والتي تصب في قضايا متنوعة، منها الانتماء ومشكلة التواصل الأسري وأيضاً المشكلات التي فرضتها التقنية الحديثة وما يعرف بالعالم الافتراضي التي فرضته العولمة علينا . وأذكر أننا تحدثنا عن كيفية النأي بأنفسنا عن مشكلات العولمة منذ 10 أعوام، ولكننا اليوم نتحدث عن كيفية مواجهتها لكونها أصبحت واقعاً معيشاً، وبدورنا نحاول أن نجد لها الحلول المناسبة . وبهذا الصدد نركن كثيرا إلى وعي الأسرة، خاصة الأم التي عليها أن تتواصل مع كل أفراد عائلتها، صغاراً وكباراً، وهذه المهمة ليست سهلة، والكل يعي ذلك .

ويهدف الملتقى الذي حضرته معالي مريم الرومي وزيرة الشؤون الإجتماعية الى ابراز التحديات والتغيرات العالمية التي تواجه الأسرة في ظل العولمة وتعزيز مفهوم التماسك الأسري كمسؤولية أسرية مشتركة يشارك فيها جميع أفراد الأسرة إلى جانب إبراز دور المؤسسات المجتمعية في تحقيق هذا الهدف وتنمية الوعي بمقومات الأسرة المترابطة .

والقت موضي الشامسي مدير عام إدارة مراكز التنمية الأسرية بالشارقة كلمة في حفل افتتاح الملتقى اكدت فيها ان الإسلام رسم الصورة المُثلى للأسرة المسلمة وبيَّن كل ما من شأنه أن يقوّم بنيانها أو يهدمه ذلك لأن الأسرة نظام إجتماعي مؤثر ولكونها ركيزة أساسية يقوم عليها المجتمع فهي تؤثر وتتأثر بما يدور حولها..

وحذرت من الإنعكاسات الخطيرة للمدنيّة والعولمة والتطور التكنولوجي والحضاري ودخول التيارات الغربية وتسارع التغيرات التي تطرأ على الأسرة والتي ولدت العديد من الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الإماراتي بشكل خاص والعربي بشكل عام أبرزها وأخطرها التفكك الأسري وما صاحبه من مشكلات اجتماعية عكرت صفو الأسرة وعرضتها للتصدع والانهيار .

واكدت ان التحديات التي تواجه الأسرة ليست بسيطة .. داعية الى مواجهة الظواهر السلبية بقلوب وعقول مفتوحة لمواجهتها .

وقالت ان شعار ورؤية الملتقى لهذا العام يتماشى مع الواقع المعاصر والحاجة الملحة إلى تضافر كل الجهود بين المؤسسات الرسمية والإجتماعية لمواجهة هذه التحديات وتسليط الضوء على مشكلات الأسرة والتعاون لبناء مجتمع متكامل مترابط اجتماعيا وسلوكيا .