ما زالت الدراسات العلمية تتوالى حول الأهمية التي تكتسيها الرضاعة الطبيعية في حماية الأطفال من الأمراض. وقد ظهرت دراسة موسعة نشرتها وزارة الصحة ومكتب الخدمات الإنسانية المعني بصحة المرأة في الولايات المتحدة وبيّنت أن الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً في خفض مخاطر إصابة الأطفال بأنواع مختلفة من السرطان مثل اللوكيميا، وسرطان الغدد الليمفاوية وأورام هودجكين الليمفاوية، بالإضافة إلى حمايتهم من التهابات الجهاز التنفسي والربو والسكري.

ومن هذا المنطلق، يولي القائمون على حملة الشارقة "إمارة صديقة للطفل" أهميةً كبيرة للتوعية بالرضاعة الطبيعية وتبيان دورها في منع الإصابة بالأمراض من خلال إرسال ممثلين إلى مختلف الحضانات لمساعدة العاملين فيها على الحصول على اعتماد حضانات صديقة للرضاعة الطبيعية.

وتتجسد أهمية الرضاعة الطبيعية في دعم الجسد بمضادات حيوية وهرمونات النمو، وتسهم في منع إصابة الطفل بالتهابات الأذن والأمراض الجلدية مثل الأكزيما (الطفح الجلدي) والالتهاب المعوي القولوني فضلاً عن الأمراض المذكورة آنفاً. وقالت الدراسة إنّ الطفل الذي يتغذى في المراحل الأولى من حياته من حليب الأم، سيكون أقل عرضةً للإصابة بالسمنة.

وتحظى الرضاعة الطبيعية بنتائج إيجابية على المدى الطويل تتجلى في تقليل احتمالية إصابة الأم بأنواع مختلفة من السرطانات مثل سرطان المبيض والثدي، واكتئاب ما بعد مرحلة الولادة ومرض السكري من النوع 2. وللرضاعة الطبيعية أهمية أخرى تتمثل في المظهر الجمالي للأم المرضعة لأنّ السعرات الحرارية التي تتطلبها الرضاعة مستمدة من مخزون الأم من الدهون وبالتالي، فإنّ ذلك يسهم في حفاظ المرأة على قوام جميل.

وقالت الدكتورة حصة خلفان الغزال، مدير اللجنة التنفيذية لحملة الشارقة "إمارة صديقة للطفل": "الأساس الذي ارتكزت عليه الحضانات منذ نشأتها هو توفير بيئة صحية مثالية للطفل. وهذه البيئة ينبغي أن تغطي الجانب الجسدي والنفسي للطفل في آن معاً. 

ومن هنا فإنه من الأهمية التركيز على ضرورة تنشئة الطفل تنشئة جسدية صحيحة وهذا ما قادنا إلى إرسال منسقات عن حملتنا الشارقة "إمارة صديقة للطفل" لتوعية العاملات في هذه الحضانات حول أهمية الرضاعة الطبيعية". 

يذكر أنّ حملة الشارقة "إمارة صديقة للطفل" انطلقت في آذار (مارس) 2012  برعاية سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الرئيس الفخري لجمعية "أصدقاء الرضاعة الطبيعية". وجاءت تحت شعار "بداية صحيحة لمستقبل أفضل".