رجال الأعمال في دولة الامارات هم الأكثر بين نظرائهم في كم الأعمال الاضافية التي يتحملون عبئها، وبالتالي يبذلون المزيد من الوقت بعيدا عن منازلهم. وذلك طبقا لمقياس ريجس للموازنة فيما بين الحياة والعمل، والذي تم الكشف عنه اليوم .
يعاين المقياس مؤشرات مدى الرضا الوظيفي، وآراء المجيبين على الاستطلاع حول الموازنة فيما بين الحياة والعمل بشكل عام، ومقارنتها مع بيانات أخرى أخذت على مستوى عالمي، من واقع الممارسة الفعلية في الحياة مثل ساعات العمل - ضمن استطلاع شمل أكثر من 16,000 عامل في أكثر من 80 بلدا. فبينما يظهر أن العاملين حول العالم يستمتعون بوظائفهم، وبالتالي تحسن مستوى انتاجيتهم تظرا للتوازن الحاصل فيما بين العمل والحياة، نجد في المقابل أن معدل الموازنة فيما بين العمل والحياة للعامل في الامارات أقل ب 8 نقاط عن المعدل العالمي البالغ 124 نقطة.
وفيما يلي النتائج الساسية لهذا الاستطلاع:
- يعتقد 57% من رجال الأعمال أنهم يمضون وقتا أطول بعيدا عن حياة المنازل، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 39%.
- أفاد 72% بالتمام من العاملين، أنهم تحملوا واجبات اضافية خلال فترة الانكماش الاقتصادي، والتي لم يتحملها نظراؤهم بعد ذلك من الموظفين الجدد.
- وعلى صعيد أكثر ايجابية، فقد افاد (39%) من المجيبين على الاستطلاع، أن الشركات حاولت نخفيف العبىء على الموظفين، وأن هذه الشركات أقرت بطول المسافة التي يقطعها العاملون أثناء رحلتهم الطويلة للوصول الى العمل والخروج منه.
علقت جوانا بوشيل نائبة الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في ريجس:" تحقيق توازن جيد فيما بين العمل والحياة أمر أساسي للعاملين من أجل حياة صحية وسعيدة، و هذا المقياس يؤسس لأرضية تظهر أن تحقيق هذا التوازن له علاقة مباشرة في تحقيق نمو الأعمال. كما يظهر هذا الاستطلاع أنه بينما تم تطبيق بعض الخطوات نحو تاسيس أسلوب حياة أفضل وأكثر مرونة، الا أنه ما زال هناك حاجة طارئة لكي تقوم الشركات في الامارات باعادة النظر في ممارساتها العملية."
واضافت بوشيل أيضا :" ان اطلاق مقياس ريجس الجديد للموازنة فيما بين العمل والحياة، يحمل بين ثناياه أخبارا تشجع العاملين حول العالم بأن التناغم بين العمل والحياة آخذ في التحسن.ولا شك بأن واقع الاقتصاد الصعب،و الأزمة الاقتصادية العالمية كان لهما تأثير سلبي على بيئة العمل في الامارات، من خلال دفع العاملين الى تحمل واجبات اضافية."
" حيث أن حالة الاقتصاد بدات بالتحسن، فنجد أن الشركات تريد أن تصبح أكثر فعالية، وعليه يترتب عليها المحافظة على موظفيها المميزين وتعيين المزيد منهم، بينما في الوقت ذاته تجد نفسها أنها غير قادرة على تجاهل قيمة توفير بيئة عمل قادرة على تحقيق التوازن فيما بين العمل والحياة، وما يعكسه ذلك على سمعتها .
لقد اصبحت الشركات ذات توجهات تتعلق بالنتائج فقط خلال فترة الانكماش الاقتصادي، ويتم ملاحظة أن هناك تقلص في الممارسات التقليدية في أنظمة الدوام، حيث حل بديلا عنها نظام العمل المرن، الذي يعتمد في تقييمه على الأداء وليس الالتزام بالحضور الى العمل ضمن وقت معين. ومن التدابير التي يتم تطبيقها بشكل واسع هو مساعدة العاملين الحد من الشعور بالتعب، وبالتالي التخفيف من أوقات عدم الانتاج، من خلال اتباع ممارسات العمل المرن.
"سواء كانت هذه التدابير تمكن العاملين من العمل عن بعد أثناء أوقات الذروة، أو العمل من أماكن قريبة من المنزل، أو حتى قضاء مزيد من الوقت مع عائلاتهم، فلا شك أن هذا سيحسن من أداء العاملين، وخاصة أنهم سيعملون ضمن الطريقة التي تريحهم وبالتالي زيادة الانتاجية بشكل عام والشعور بصحة أفضل "