لم تعد مظاهر إهانة الزوج لزوجته في مجتمعاتنا حكراً على الكلام والضرب داخل المنزل، بل وصل الأمر به إلى فعل ذلك على الملأ وفي الأماكن العامة بوجود الغرباء.

"تقليل الزوج من شأن زوجته ليس وليد موقف سرعان ما ينتهي بانتهاء الكلام الجارح". هذا ما أكّدته دراسة برازيلية بيّنت أنّ إهانة الزوجة تنعكس سلباً على معنوياتها وتؤدّي إلى شعورها بالدونية. وفي كل مرة ينتقد الزوج زوجته لأتفه الأسباب، تَشعر المرأة كأنّ أفعى قد لدغتها وتسرّب السمّ إلى داخلها، وبشكل خاص إذا حدث ذلك أمام الآخرين.

وأضافت الدراسة التي حملت عنوان "حياة المرأة" أنّ بقاء المرأة مع رجل من هذا النوع متعب ومؤلم نفسياً، ويحطّم روحها المعنوية فتصبح كالضائعة في عالم مجهول.

بين المرأة ونفسها
صحيح أنّ العلاقة بين الرجل وزوجته ليست دائماً كالعسل الذي كلّما مرّ عليه الزمن زادت أهميته، لكنّ تعمّد إهانة المرأة في كل مرة يقع فيها خلاف معين، يُعتبر سمّاً قاتلاً للعلاقة الزوجية والنتيجة في أغلب الأحيان الطلاق. من هذا المنطلق، دعت الدراسة المرأة المرتبطة برجل يقلّل من شأنها إلى تحليل وضعها وما إذا كانت قادرة على الإستمرار في علاقة تجد فيها نفسها صفراً على الشمال.

ليس هذا فقط، بل على الزوجة أن تسأل زوجها بصراحة عن العيوب التي يجدها فيها. هذا بالإضافة إلى مواجهته في كل موقف لتسأله عن الخطأ الذي ارتكبته، والتأكيد له بأنّها لا تسمح له بإهانتها مهما كانت الظروف.

الرجال أصناف
تختلف طبيعة الرجل باختلاف البيئة التي ترعرع فيها، إضافةً إلى الخبرة في الحياة والعادات والتقاليد. وقد يكون لأسلوب الحياة والعلاقات أثر كبير في تكوين نوعية هذا الرجل وربما تصنيفه بحسب كتاب «فصم العلاقة» للمحلّلة النفسية بيتاني مارشال بين المسؤول والسيناريست والخفي والطفل.

التسلط الذي يعتبر صفة الرجل المسؤول، صار جزءاً من الثقافة الذكورية العربية، والأزواج الذين يتمتعون بهذه الصفة لا يرضون عن أي شيء في حياتهم. ومهما فعلت المرأة، فإنهم سيواصلون التذمّر. وبحسب الدراسة البرازيلية، تشعر كثيرات من الزوجات بالذنب لاعتقادهنّ بأنّ الخطأ فيهنّ، وإلا لما قلّل الأزواج من شأنهنّ بشكل دائم.

المرأة تحب الإهانة
ويقول البعض إنّ هناك نساءً يرغبن بأن يكون الرجل خشناً كي يشعرن برجولته. وهذا برأي البحث البرازيلي يُعد نظرية خاطئة، لأنّ المرأة تحبّ الصفات الرجولية في الرجل، إضافةً إلى حساسيته وكرمه ولطفه لا قلة أدبه وتطاوله عليها. ولكن مع الأسف، هناك استثناءات، فبعض النساء يعتقدن بأن الرجل ليس رجلاً إلا إذا كان قاسياً.

نصائح وحلول
تعليقاً على ما ذُكر سابقاً، خرجنا بعد البحث والتدقيق النفسي والإجتماعي ببعض النصائح القيّمة حول كيفية مواجهة إساءة الزوج وغيره بشكل مثمر:

من المهم جداً التفريق بين الانتقادات التي تكون في محّلها وبين التقليل من شأنك كامرأة وزوجة.
السكوت على انتقادات الزوج المغرور يجب ألا يدوم طويلاً لأنه ثبت أنّ عدم الرد يحرّض الآخر على التمادي وفقدان كل سبل الإحترام.

التعرّف إلى الأسباب الفعلية خلف الإهانة والتقليل من أهمية الزوجة (أي الأسباب).
إذا ذكر الزوج أخطاءك أمام الناس وفي حضورك من دون أن يشير إلى إسمك، قومي بتأييده وإنتقاده بالأسلوب نفسه.

إذا وجّه اللوم إليكِ بالإسم، قومي بتلطيف الأجواء عن طريق إجابات طريفة وسرد بعض النكات ما سيعمل على إغاظته.

لا ترّدي على زوجك بالمثل، فالذي يهاجم غيره، يترك دوماً ثغرات كثيرة من دون أن يدرك ذلك.
وأخيراً (وهذا موّجه للرجل الذي يقرأ هذا التحقيق)، تذكّر أيّها الزوج أنّكَ مهما كنت ومهما علا شأنك، فهناك دوماً أساليب حضارية للإقناع والإنتقاد والتعبير عن الرأي من دون اللجوء إلى العنف المعنوي أو الجسدي الذي لا يمت للرجولة بصلة.