إعلامية استثنائية، وصاحبة حضور لافت، استطاعت ببرامجها المتميزة وجرأتها أن تفرض نفسها على الساحة الإعلامية وتترك بصمة خاصة في برامج الـ Talk Show. إنّها وفاء الكيلاني التي غابت سنة كاملة عن الشاشة لكنّها عادت ببرنامجها «نوّرت» الذي نجح في استقطاب شريحة كبيرة من المشاهدين. «أنا زهرة» التقت الإعلامية:

 

نبارك لك فوزك في الاستفتاء الذي أجراه موقع «أنا زهرة» حيث نلت لقب المذيعة الأكثر شعبية. ماذا يعني لك هذا الفوز؟

يسعدني كثيراً، لكنّني فوجئت لأنني كنت غائبة عن الشاشة لمدة سنة، وقد اختير موضوع الاستفتاء قبل عودتي إلى التلفزيون من خلال برنامج «نوّرت». على أي حال، أشكر «أنا زهرة»، وأنا سعيدة جداً بالمصداقية التي يتمتع بها موقعكم الكريم، في وقت أصبحت فيه هذه الصفة نادرة

 

نتيجة الاستفتاء جعلت منك مقدّمة برامج المنوّعات الأكثر جماهيرية في العالم العربي. ما هو تعليقك؟

هذا أمر لا يمكن أن أحكم عليه شخصياً، لأنه ناتج عن الإستفتاء الذي قام به موقعكم. أشكر كل شخص صوّت لي، وطبعاً الشكر الكبير إلى جميع «الـفانز»، ولا شك في أنّ هذا الأمر يسعدني كثيراً.

 

الإعلامية اللبنانية منى أبو حمزة حصلت على نسبة قليلة من الأصوات، مع العلم أنّها تتمتع بجماهيرية كبيرة 

 

وبرنامجها «حديث البلد» يحصد نسبة مشاهدة عالية. كيف تقرئين هذا الأمر من وجهة نظرك الشخصية؟

من غير الوارد أن أعلّق شخصياً على هذا الموضوع  بصرف النظر عن أي اسم، فكل مقدّم له جماهيريته المستقلة وشريحة كبيرة من المعجبين يتابعونه. عدا ذلك، الأسماء التي وردت في الاستفتاء مميزة وناجحة، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على المجالات الأخرى، أي على الممثلين والفنّانين على حدّ سواء. انطلاقاً من هذا الواقع، لا أستطيع أن ألغي زملائي الآخرين، فكل شخص ناجح يبقى كذلك بصرف النظر عن التصويت.

 

إلى أي حدّ أنت مرتاحة وسعيدة بانتقالك إلى محطة  MBC؟

سعيدة بانضمامي إلى MBC، خصوصاً أنّها مؤسسة عريقة في عالم التلفزيون، وتقدّم صورة جميلة للمشاهدين، فضلاً عن أنّ العمل فيها منّظم. وبالتالي كل إعلامي يتمنى الانضمام إلى أسرتها الكبيرة.

 

إلى أي حدّ أغرتك فكرة برنامج «نوّرت»؟

كلمة إغراء لا تنطبق على فكرة البرنامج ولا على مضمونه. «نوّرت» برنامج إجتماعي خفيف ومنوّع. أنا شخصياً مع التغيير وأن يقدم الإعلامي على التغيير في نوعية البرامج التي يقدّمها، وأن يُظهر قدراته في برامج تختلف عن التي كان يقدّمها سابقاً، علماً أنّ الجمهور غالباً ما يطالب المقدّم التلفزيوني بهذا الأمر. باختصار، أنا سعيدة جداً بهذه التجربة

 

كيف يمكن لبرنامج مثل «نوّرت» أن يخرج من دائرة التقليد ويتميّز عن غيره في وقت كثرت فيه برامج الـ talk Show على شاشاتنا؟

منذ بدء مسيرتي المهنية وأنا أقدّم هذه النوعية من البرامج، ولطالما كانت برامج الـ Talk Show  موجودة وتحتل مساحة مهمة من شاشاتنا، لكنّ شخصية المحاور  تجعل البرنامج، أياً كان، مميزاً ذا مكانة خاصّة بين البرامج الأخرى. علماً أنّ هذا أمر طبيعي وموجود، خصوصاً أنّ البرامج التلفزيونية محددة، تتنوع بين الـ Talk Show والبرامج الوثائقية والترفيهية والسياسية والعلمية وبرامج المسابقات. المحاور بشخصيته وأسلوبه يستطيع بكل بساطة جذب المشاهد إليه وإلى برنامجه. وكلّما نوّع في طبيعة البرامج التي يقدّمها، كلّما اكتسب نوعاً آخر وشريحة جديدة من الجمهور.

 

نكتشف اليوم وجهاً جديداً وشخصية أخرى لوفاء الكيلاني لم نعتد رؤيتها في برامجك السابقة.

 

هذا طبيعي، فلكل مقام مقال. البرنامج لا يحتمل أن يكون جدّياً بكل ما للكلمة من معنى. وفي الوقت نفسه لا يقع في دائرة الإبتذال والسخافة. البرنامج حواري بامتياز وهو عبارة عن جلسة جميلة تجمع خمسة ضيوف من مختلف المجالات والفئات، ويخصّص لكل ضيف عشر دقائق، نتناقش خلالها في مواضيع مختلفة تتناسب مع طبيعة البرنامج، وحيث الإبتسامة هي رفيقة البرنامج الدائمة ولا تفارق ثغر ضيوفه.  

 

من يختار عادة ضيوف البرنامج؟

MBC لها حصة الأسد في اختيار ضيوف البرنامج، ما  ينطبق على جميع المحطات التلفزيونية، علماً أنّ المنتج قد يقترح أسماء معينة. أنا شخصياً أقوم بالمثل، ثم نجتمع لمناقشة هذه الأسماء، على أن تعطي المحطة موافقتها النهائية على الأسماء.

 

ماذا لو لم تقتنع وفاء الكيلاتي ببعض الأسماء المقترحة من قبل المحطة؟

كن على ثقة أنّه في حال لم أبدِ موافقتي على ضيف معين، فهذا الأخير لن يتواجد في برنامجي.

 

من هم الضيوف الذين قد ترفضين مشاركتهم في برنامجك؟

منذ بدء عرض البرنامج حتى هذه اللحظة، لم أرفض أي اسم عرض عليّ ليكون ضيفاً في برنامجي، وأنا طبعاً بدوري لم أقترح أي اسم لا أرغب به.

 

البرنامج عرض قبلاً على الإعلامية ديما صادق. هل كنت على علم بالموضوع؟

صراحة لست على علم بهذا الموضوع ولا أملك أدنى فكرة عنه. ديما من الإعلاميين الذين يملكون حضوراً لافتاً وجميلاً على الشاشة، فهي مجتهدة خصوصاً أنّها استطاعت في ظرف زمني قصير فرض نفسها على الساحة الإعلامية، وأنا شخصياً أحبها ويلفتني حضورها.

 

اعتبرت ديما في حوار مع «زهرة الخليج» أنّكما تنتميان إلى المدرسة ذاتها أي مدرسة الـ Hard Talk . إلى أي حدّ توافقينها الرأي؟

أحترم وجهة نظر ديما، ولا أعتقد أنّ المقصود من تصريحها أنني أنتمي إلى مدرسة الـ Hard Talk. علماً أنّ كل إعلامي ينتمي إلى مدرسة معينة، ولكنني شخصياً لا أحب أن اقول إنني أنتمي إلى هذه المدرسة بل أنتمي أكثر إلى نفسي. في نهاية المطاف، أنا لا أنتمي إلى البرنامج الذي أقدّمه بل إنّ هذا الأخير هو الذي ينتمي إليّ، أي أنّ البرنامج بصرف النظر عن طبيعته يعكس شخصيتي إلى حدّ ما.

 

يشاع أنّ بعض الضيوف يترددون في الظهور في برامجك خوفاً من جرأتك، سيما أنّك تتميزين بشخصية فريدة من نوعها. ما هو تعليقك؟

قد أوافقك الرأي بشأن بعض الضيوف الذين يترددون في الظهور في برامجي خوفاً من الموضوعية.  وفي الوقت نفسه، أخالفك الرأي بأنّ بعضهم يخاف جرأتي، بل لا يحبّها. كلمة خوف كبيرة لا يمكن استخدامها في هذا الموضوع بالذات. لا أحد يخيف الآخر، خصوصاً حين تكون الجرأة موضوعية ومقنّنة، وتبقى ضمن احترام الذات واحترام الآخرين.

 

برأيك، ما هي صفات المحاور الجيد؟

أن يمتلك حضوراً جميلاً، علماً أنّ هذا الأمر هبة من ربّ العالمين، وأن يكون صادقاً مع نفسه قبل أن يكون صادقاً مع الشخص الذي يحاوره. عدا ذلك، من الضروري أن يتمتع بخلفية جيدة عن الشخصيات التي يحاورها،  ويواظب على القراءة وتثقيف نفسه.