"نحب فعل الكتابة، ولا نعرف متى يبدأ اللقاء في تجمعنا، وكيف ينتهي بشكل مريح ومبهج ومفيد"، هكذا شرحت موهوبات إماراتيات مبتدئات في الكتابة، لـصحيفة "البيان" الإماراتية السبب الحقيقي الذي يُبعد الشباب من الانتساب لمؤسسات ثقافية معنية بتطوير مواهبهم، مفضلين ملتقى غير رسمي أسموه "آن تايتل جابتر" بدافع الشغف، وذلك لأن فعل المؤسسات قائم على كلاسيكية تقليدية، لازالت بعيدة عن الحركة الشبابية، القائم عليها إيقاع الثقافة في الإمارات، مبينين أن الملتقى محطة لسماع ردود الفعل، وجسر لتطوير كتاباتهن الأدبية.

كما شهدنا خلال اللقاء عرضاً للمجموعة وهم يلقون قراءة لكتاباتهم في إحدى اجتماعاتهم الشهرية، في منطقة وسط المدينة، بجانب برج خليفة في دبي. استثمر بعض منهن مدونة جهاز البلاك بيري، للكتابة الإلكترونية، توازياً مع استخداماته في "الدردشات" اليومية.

 «آن تايتل جابتر»

إماراتية في العشرينات من عمرها، عشقت الكتابة منذ عمر 16 سنة، وكانت دائمة الاهتمام بحضور الملتقيات المهتمة بالكتابة، وشعرت حينها أنها المواطنة الوحيدة في المكان، وأغلبهم أجانب. وكانت طوال ذلك الوقت، تعتقد أنها الوحيدة التي تحب الكتابة، وتسأل نفسها هل في الإمارات من يعشق ممارسة الكتابة مثلي.

وجاءتها الإجابة في إحدى الملتقيات، حيث تعرفت على بنتين من الإمارات، تحبان الكتابة أيضاً، ولكنهن، لم يكن يملكن أداة التواصل أو لا يعرفن أحدا يمتلك موهبتهن في نفس أعمارهم. فقررت هذه الشابة، وهي فاطمة البناي، بعد توصلها للعائق، وهو صعوبة الالتقاء والتواصل، تشكيل ملتقى شهري يدعى "آن تايتل جابتر"، عبر إنشاء موقع إلكتروني، وحساب له على "توتير"، يهدف إلى تواصل أكبر مع كاتبات إماراتيات مبتدئات، أو من يملكن كتابات يسعين لإبرازها عبرالنشر.

وبسبب إشكالية تسويق العمل الثقافي، وقلة التقاء الكتّاب الإماراتيين المعروفين، اكتشفت البناي أن هناك مواهب عديدة بعيدة عن أعين المهتمين، والملتقيات غير الرسمية لإنشاء قاعدة شبابية في مجال الكتابة والقراءة.

اليافعون يكتبون

ها هو "توتير" كعادته يشكل الحدث، ويساهم في وجوده، صانعاً له جمهوراً نوعياً وكمياً، مقدماً تلك العروض الإلكترونية لملتقى "آن تايتل جابتر"، الذي استقبل أكثر من 350 مستخدماً عبر توتير، يتابع أبرز أنشطتهن، وضمن مشاركة 15 كاتبة فاعلة في المتلقي، بين عمر 15 سنة إلى 30 سنة، إلى جانب تفاعل الصحف معهم والبدء بنشر أعمال الأعضاء في مطبوعاتها، كما تم دعوتهم إلى ورش متخصصة في الكتابة من مؤسسة ألمانية معهد "جوته" في أبوظبي.

ويستقبل الملتقى كتابات في مجالات: القصة القصيرة والشعر والخواطر والرواية بالعربية والإنجليزية. وتمت انطلاقته ميدانياً في 3 ديسمبر من العام الماضي. وفي حديث البناي، تكتشف أن هناك كاتبات بأعمار صغيرة، يوددن فعلاً الكتابة.

 فسحة إبداعية

تعرفنا على مريم المنصوري، إحدى المشاركات في الملتقى، التي دخلت عالم "آن تايتل جابتر"، عبر توتير، وسبب انضمامها هو بحثها الدائم عمن ينتقد كتاباتها، ويساعدها على تطوير أعمالها، ساردة حكاية قصيدتها الأولى عن المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي ألقتها على الطالبات في المدرسة آنذاك، بسبب تشجيع المعلمة. وقالت وهي مبتسمة: "جميع ما أكتبه مدون في البلاك بيري. وفي الملتقى حصلت على ردود أفعال، وشعرت بتطور في كتاباتي، كما ساعدتني العضوات في الملتقى بمجموعة من الكتب لقراءتها أيضاً".

 بيئة ودية

خواطر ومقالات، هو مجال كتابة حصة العبدالله، والتي يدفعها الملتقى للاستمرار فيه بشكل أسبوعي. واهتمامها به أكثر من الفعاليات الثقافية في المؤسسات، يأتي نتيجة أن بيئة الملتقيات أكثر ودية، كما تستقبل مختلف الأعمال، بعكس المؤسسات، فهي لا تتفاعل بشكل سريع مع ما يقدمنه، لأنهن مبتدئات. وتحلم العبدالله بنشر روايتها الأولى، وهي مهتمة بهذا الجانب كثيراً، وتدون كل كتاباتها في الكمبيوتر، الذي يشكل شبكة إلكترونية وبوابة اتجاه عالم الكتابة.

 الاستمرار

"الكتابة رافقتني منذ 14 سنة، دراستي في مدرسة إنجليزية، وجهت جميع كتابتي تقريباً إلى الإنجليزية. وعندما تكون لديك هواية أو رغبة داخلية، ينجذب كل من هو مهتم بنفس مجالك إليك، تفهمه ويفهمك، يشعر بك، ويتابع كتاباتك، وعندما تواجهك مشكلة، ولا تستطيع أن تكتب منذ مدة طويلة، يتفهمونك ويستوعبون المسألة، ويعيدون تشجيعك وشحنك بالطاقة للكتابة". هنا تأكد شهد ثاني - مشاركة في الملتقى- أهمية هذه التجمعات في قضية الاستمرار في الكتابة. وصرحت أنها تريد أن تكون أفضل كاتبة إماراتية، مثل نماذج أميركية وأوروبية اهتمت بالكتابة عن بيئاتها وخلفياتها الثقافية.