رغم الصعوبات التي تعترض كل فنان في بداية مشواره، إلا أنّ رحمة رياض استطاعت في فترة قصيرة أن تثبت نفسها على الساحة وتصدر أعمالاً حظيت بإعجاب الناس. "أنا زهرة" التقت الفنانة العراقية ونجمة "ستار أكاديمي" التي تحدّثت عن كليبها الذي صوّرته أخيراً في لبنان وعن ألبومها المقبل، فضلاً عن خوضها تجربة التمثيل للمرّة الأولى.

• بداية أخبرينا عن الأجواء التي رافقت تصوير أغنيتك الأخيرة "اله أكللهم" في لبنان؟
الأجواء كانت أكثر من رائعة، خصوصاً أنّه وقع اختيارنا على منطقة صوفر لتصوير مشاهد الكليب، هذه المنطقة الجميلة التي تتميز بمناظرها الخلّابة. أريد أن أشير إلى أنّ الأغنية صوّرت تحت إدارة مدير التصوير زياد خوري، وبالتالي نحن لم نستعن بأي مخرج لتصوير الكليب، فزياد تولى مهمة الإخراج وإدارة التصوير على حدّ سواء.

• ما هو الموضوع الذي تطرّق اليه الكليب؟
لم يتمّ التطرق إلى موضوع محدد، إنّما اقتصرت فكرة الكليب على الـ Beauty Shot أي تصوير لقطات لي وحدي وفي أماكن مختلفة. وبالتالي كان من الضروري اختيار منطقة تتمتع بمواقع جميلة ومناظر خلّابة كصوفر، لتتناسب مع الفكرة، علماً أنّ لبنان هو المكان الوحيد الذي أحبّ أن أصوّر فيه معظم أعمالي.

• لكن كونك فنانة عراقية، أليس من الجميل اختيار أحد المواقع الجميلة في العراق، أقلّه بهدف تشجيع السياحة في وطنك الأمّ، وهو أمر يلام عليه الكثير من الفنانين العراقيين؟
هذا صحيح، لكن للأسف، فالأوضاع التي يشهدها العراق لا تشجع على النشاط السياحي إطلاقاً. في المقابل، بعض المناطق في جنوب وشمال العراق قد تكون أكثر أماناً وبالتالي هي مكان مناسب للقيام بنشاطات فنّية وتصوير كليبات. وهناك احتمال كبير لتصوير إحدى أغنياتي في منطقة أربيل، لكن المشروع ما زال قيد الدرس في الوقت الراهن.

• تعاونت مسبقاً مع المخرجة رندلى قديح، ونراك الآن تتعاونين مع زياد خوري. علماً أنّ الأخير لا يملك خبرة كافية في مجال الإخراج. ألم تقلقك هذه النقطة؟
تعاوني مع المخرجة رندلى قديح ذو نكهة خاصّة، سيما أنّ الكليب الذي تعاونت فيه معها كان أكثر من رائع أقلّه على المستوى الشخصي، خصوصاً أنّه تمحور حول قصّة معينة. وفي ما يخصّ تعاوني مع زياد خوري، فهو أمر لا بدّ منه، فالصداقة التي تربطني به منذ سنوات ساهمت في تحقيق هذا الأمر، وكنت دوماً أقول إنّني سأستعين يوماً ما بزياد لتصوير أحد أعمالي، وبكل صراحة التغيير جميل وضروري.

• علمنا أنك تستعدين لخوض تجربتك التمثيلية الأولى. حدّثينا أكثر عن هذا الموضوع؟
لا أستطيع الكشف عن تفاصيل العمل، كل ما أستطيع قوله إنّ العمل جميل وسينال إعجابكم إن شاء الله، وهو يندرج ضمن إطار الدراما الخليجية، وسيتم تصوير مشاهده في قطر وتحديداً في الدوحة، وهو من إنتاج خليجي.

• كيف تختارين أغنياتك وكيف تحرصين على عدم وقوعك ضحّية الأغنيات الهابطة؟
صراحة كل أغنياتي اخترتها بالمصادفة، لأنني لست من النوع الذي يستمع إلى أكثر من أغنية ويختار واحدة. وهذه سياسة أتّبعها منذ بداية مشواري كي لا أدخل في دائرة الضياع والتشتت الذهني، الأمر الذي قد يجعلك تختار الأغنية الخطأ.

• أفهم من ذلك أنك تختارين أغنياتك عشوائياً من دون اللجوء إلى معايير محددة، ما قد يجعلك أيضاً تختارين الأغنية الخطأ؟
أختار الأغنية التي تناسبني وأحسّ بها ويحسّ بها الجمهور وتصل إليه بسرعة. عدا ذلك، لا معايير محددة أتّبعها في اختياراتي، لأننا بتنا في عصر السرعة. تشهد الساحة الفنّية اليوم كثافة أعمال غنائية، وبالتالي كان من الطبيعي أن أواكب هذه السرعة، لكن هذا لا يعني أنّ هذا الواقع يكون على حساب اختياراتي.

• بعد طرحك أكثر من عمل غنائي، هل يمكن القول إنّك بت تمتلكين نضوجاً وهوية فنّية؟
هذا سؤال صعب يحيّرني. أعتقد أنّ هويّتي الفنّية ما زالت غير واضحة، علماً أنّ معالمها قد تتبلور بعد صدور أول ألبوم لي. في المقابل، يمكن اعتبار أنّ هويتي الفنّية موجودة بالفطرة بما أنّ والدي فنان قدّم الفن العراقي الراقي وتأثرت به إلى حدٍّ ما. علماً أنّني اخترت طريقاً فنّياً مختلفاً عن والدي من ناحية الأغنيات التي أقدّمها.

• بالمناسبة أخبرينا عن الألبوم الذي تحضّرين له؟
سيضمّ بين ثماني وتسع أغنيات تجمع بين اللهجتين العراقية والخليجية، وقد تعاونت فيه مع كبار الشعراء والملّحنين العراقيين والخليجيين، وبإذن الله سيحظى بإعجابكم.

• هل وجدت شركة الإنتاج التي تدعمك؟
للأسف لا.

• من يدعمك مادّياً ومعنوياً؟
مادياً، أنا أدعم نفسي، طبعاً بمساعدة أهلي الذين يقدّمون لي الدعم المعنوي أيضاً.لا أعرف ما السبب الذي يدفع شركات الإنتاج إلى عدم اهتمامها بالمواهب الجديدة والفنانين الجدد، وهو أمر أستغربه، علماً أنّ السبب الأول قد يكون ناتجاً عن قلّة عدد هذه الشركات، وبالتالي هي غير قادرة على استيعاب كل الفنّانين. على أي حال، أشعر بارتياح لأنني أنتج أعمالي بنفسي، خصوصاً أنّ هذا الأمر يجعل الفنان يتحكّم باختيار أغنياته ويعطيه هامشاً من الحرية.

• كيف ستحصّنين نفسك من المطّبات التي قد تعترضك خلال مسيرتك الفنّية؟
بطبيعتي لا أتأثر بالأشخاص الذين يحيطونني، فأنا أحب فنّي كثيراً وبالتالي لن أسمح لأي شيء بأن يؤثر عليّ أو يضع حدّاً لطموحاتي. في الوقت نفسه، يواجه كل فنان صعوبات كثيرة في بداية مشواره، وهذا أمر طبيعي، ولكن عليه أن يدرك كيفية التعامل معها ليتخطّاها بالطرق السليمة.

• هل تغريك الشهرة؟
أبداً، الفنّ يسري في دمي، علماً أنّ الشهرة جميلة وكل شخص يطمح إليها، لكنها لا تشكّل أول اهتماماتي وليست واحدة من أهدافي الرئيسية، خصوصاً أنّها سيف ذو حدّين. أذكر أنّني حين دخلت الأكاديمية انتابني شعور مزعج، وصرت أتساءل بيني وبين نفسي ما الذي أفعله في مكان أشعر فيه كأنني مقيّدة ولا أستطيع أن أتحرّك وأتكلم كما يحلو لي!

• ماذا عن الحب في حياتك؟
لا مكان للحب في الوقت الراهن، خصوصاً أنّني أتنقّل كثيراً من بلد إلى آخر في الآونة الأخيرة. ولو كان الحب موجوداً في حياتي لكان هرب من زمان" (ضاحكة)!

• كلمة اخيرة.
شكر كبير لموقع "أنا زهرة" وأنا سعيدة جداً بهذا الحوار. وأتمنى أن يصدر ألبومي في القريب العاجل وينال إعجابكم.