تتجاهل سياسات وسائل ا?ع?م صورة المرأة في المجتمع تتجاهل إلى حد بعيد التطور الحاصل في دورها و موقعها على الخريطة المجتمعية، و المتفاوتة بطبيعة الحال بين قطر عربي و آخر . فالحيز المعطى للمرأة في وسائل ا?ع?م ? يتناسب مع عدد النساء في المجتمع أو في سوق العمل و ? مع توزيعهن الفعلي في الطبقات ا?جتماعية. و على سبيل المثال نذكر هنا نتائج إحدى الدراسات التي انصبت على الخصائص الديموغرافية للشخصيات الدرامية بعد أن تم رصد 12مسلس?ً و 6 أف?م قديمة تم عرضهم في شهر رمضان سنة 2002 المصري بقنواته المختلفة - و هي الدراسة التي تمت بالتعاون مع جهتين هما : مركز دراسات المرأة الجديدة و شركة ميديا هاوس في إطار مشروع الراصد ا?ع?مي للدراما التلفزيونية – و التي تبين من خ?لها أن:

نسبة الشخصيات النسائية الرئيسية في إجمالي المسلس?ت التلفزيونية موضوع الرصد بلغت 36 % بينما وصلت إلى 64% بالنسبة للشخصيات الذكورية.

بلغت نسبة الشخصيات الرجالية عموماً 67 % بينما نسبة الشخصيات النسائية 33.% وظهر من تحليل الشخصيات أن 31،9 % منها تنتمي إلى الطبقة الوسطى

% 23,4منها تنتمي إلى الطبقة الغنية أما الطبقات الفقيرة فلم تتجاوز نسبتها 15،9 % على الرغم من أن الطبقة الفقيرة في الواقع تشكل نسبةً أكبر من ذلك بكثير. وكانت أكثر الوظائف التي قدمتها الشخصيات الدرامية هي 11،6 % ربة منزل
% 9,9طالبة.

وكان المحاضر في معهد العلوم الاجتماعية الدكتور مأمون طربيه، عرض لنتائج دراسة أجراها المركز عن صورة المرأة في الاعلام التقليدي، وأشار إلى "الاحصائيات التي أثبت أن 43.3% من الأغنيات هي ضد المرأة"، لافتا إلى أن "الإعلام يقصر في تسليط الضوء على النساء الناجحات في العديد من المجالات لا سيما التي يكون الرجل فيها منافسا لها".

ورأى أن " 76% من الاعلانات تعتمد على صورة المرأة الجميلة بما يشير إلى تسليع المرأة وتشويه صورتها. وانتقد تكريس الدراما لمشهد المرأة كربة منزل او مدرسة او خادمة او ضحية". وخلص طربيه في عرضه إلى أن وسائل الاعلام تتعامل مع المرأة فقط عندما تكون حدثا او ضحية".

وإذا كانت الصورة النمطية التي تكونت عن المرأة في وسائل الإعلام تتلخص بإظهار الجسد العاري، والفتنة الصارخة، والجمال غير الحقيقي لكنه المبهر مما حوّل جسد المرأة سلعة. وجعل النظرة إليها تتخلص بالإغواء الجنسي وتحقيق در المال. ولكن وللموضوعية، وعلى الرغم من «تَسَيُّدِ» هذه النظرة، إلا أنه في مقابلها توجد حقائق على الأرض يحاول الكثيرون تجاوزها ـ لمصالحهم الشخصية ـ وإغفال أهميتها؛ ففي مقابل المرأة اللاهثة خلف الشهرة بأي ثمن، توجد المرأة الحاملة لهموم شعبها وقضايا أمتها في فلسطين وسوريا والعراق وغيرها.

ولابد لوسائل الإعلام أن تعي وجود التفاوت الكبير بين الرجال والنساء في ما يتعلق بحضور المرأة في النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية الإذاعية والتلفزيونية حسب معيار التعددية، إذ سجل هيمنة رجالية ومشاركة ضعيفة للمرأة في النقاش العمومي حول الشأن العام، الأمر الذي يؤثر سلبا على تصور المواطن لمدى انخراط المرأة فيه.