لقد صرنا نعيش في مجتمعات أكثر انفتاحاً يختلط فيها أجناس البشر وأصولهم وطباعهم وأديانهم. ولم يعد اللباس الواحد يميز بلاداً معينة بل ربما مجموعة فيها.

ومثل عادتنا نحن البشر فإننا نحمل الكثير من الأحكام المسبقة وكذلك الأفكار والانطباعات عن كل شيء مختلف عنا. 

وتتعرض المرأة لهذه الأحكام أكثر من غيرها، نظراً لموقع جسدها الذي ظل يحتل في التاريخ منطقة المحظور والمحجوب.

وقد نكون نحن النساء أول من يحاكم بعضنا البعض معتمدات على طريقة لباس كل واحدة فينا، فقد ارتبطت الملابس ارتباطاً مباشراً لدينا بالأخلاق والبيئة التي تعيش فيها الفتاة. فتعالي نعرف إن كان هذا التفكير طريقة سليمة للحكم على غيرنا.

يبين أستاذ علم الاجتماع مروان الطيب في القاهرة إن الناس استخدموا دائما الملابس بغرض الإعلان عن هويتهم ولا يرتبط ذلك بالأخلاق فقط. وسواء بقصد أو غير قصد فإن الزي يعين الطبقة الاجتماعية للمرأة مثلاً. ويتضمن ذلك الإشارة إلى ما يتصل بها من تعريفات أخلاقية أو اجتماعية. ويستخدم الزي أيضاً للإعلان عن انتماء ديني مخصوص ويشير ذلك بطبيعة الحال إلى خيارات أخلاقية ضمنية يعلن عنها اللباس.

ولكن هل من الصواب الحكم على أخلاق المرأة من خلال لباسها؟
ليست المسالة في الصواب أو الخطأ تلك مسألة لا يمكن اجتنابها، فالزي ببساطة يشبه طريقة الكلام أو لغة الجسد التي نعبر فيها عن أنفسنا هي علامات تدخل في عملية التواصل حكماً.

مثلاً هناك بيئات ريفية لا ترتدي النساء فيها الحجاب بمعناه التقليدي ومع ذلك فهناك منظومة أخلاقية قوية وشديدة الحضور. وفي المقابل ما يميز الأخلاق ويضمن تماسكها هو خيارات الأفراد في بيئاتهم وطبيعة العلاقات فيما بينهم. 

ولكن الاحتشام يشير للرجل بأن المرأة مثلاً أكثر ارتباطاً ببيئة تقليدية محافظة ومن هنا تأتي عدة أحكام مسبقة لدى الرجل. وأن المرأة المتحررة في اللباس هي متمردة بطبيعتها وعنيدة وجريئة. إذن فالمسألة تعتمد أيضاً على البيئة التي يأتي منها الرجل وإن كانت بيئة يتم فيها قبول المرأة بلباس متحرر أم أنها تعتبر خارجة عن العرف.