رغم ان مجتمعنا اصبح فيه نسبة كبيرة من النساء العاملات اللواتي خضن جميع مجالات العمل تقريبا جنبا الى جنب مع الرجل. وكما كتبت وكالة أنباء المرأة في تقرير للزميلة صابرين فلاح الا ان هناك ايضا عددا لايستهان به من ربات البيوت اللواتي لم يسعفهن الحظ بالحصول على مؤهلات تؤهلهن للعمل كالشهادة او غيرها او اللواتي معهن المؤهلات والشهادة لكنهن فضلن ان يكن ربات بيوت فقط ويعتقد الكثيرين والكثيرات ان المرأة التي لاتعمل لها الكثير من اوقات الفراغ التي تساعدها على الاهتمام بنفسها والالتفات لاحتياجاتها الأخرى بعيدا عن متطلبات الزوج والأولاد ولكن احيانا الواقع خلاف ذلك حيث ان مسؤولية الزوج والبيت والأولاد لاتترك للمرأة الفرصة للاهتمام باحتياجاتها وممارسة هواياتها او الالتفات لشؤونها الخاصة حول هذا الأمر دار استطلاعنا مع العديد من ربات البيوت وهمومهن وهل لديهن الوقت الكافي للأهتمام بأنفسهن:

تقول سهاد العبيدي: في الواقع نعم لدي الكثير من الوقت للأهتمام بشؤوني الخاصة وممارسة الكثير مما أرغب فيه بعيدا عن احتياجات زوجي وأولادي وذلك لان اولادي في اعمار تؤهلهم للاهتمام بأنفسهم بدون متابعة دقيقة مني لذلك كثيرا ماأمارس هواية القراءة بعد الأنتهاء من أعمال البيت والأشراف على كل الأمور التي تتطلب متابعتي او اشاهد التلفزيون واستطلع القنوات واختار مايعجبني منها وانا سعيدة لاني اعتبر نفسي من المحظوظات حيت لاعجلة ولالهاث لانهي اعمالي او اقصر بواجب من واجباتي.
وسن عبد الصاحب تقول:لاأجد الوقت الكافي ابدا للأهتمام بشؤوني او القيام بأي أمر يخصني بعيدا عن الزوج والأولاد حيث اني لدي طفلين صغيرين لايتجاوز عمر اكبرهم ال3 سنوات لذلك اجد نفسي مابين متطلباتهم والاهتمام بشؤون البيت والاعمال المنزلية من غير اي فرصة او وقت فراغ ولااصدق متى ينتهي اليوم حتى آوي الى فراشي متعبة الى حدود الأعياء.

لكن لريم احمد رأي في هذا الشأن حيث تقول: اعتقد أن التنظيم في كل شيء هو اساس حصولنا على اوقات فراغ للأهتمام بأنفسنا وممارسة هوايتنا بعيدا عن الزوج والأولاد ومهما كانت الاعمال عديدة والمسؤوليات كبيرة الا أننا نستطيع بقليل من التنظيم وتقسيم اوقاتنا ان نحظى بالوقت الكافي لممارسة كل مانريده.

دلال عبد الرحمن تقول:اعتقد ان المرأة وخصوصا ربة البيت لاتجد نفسها ولاتحب شيئا اخر غير اهتمامات البيت والزوج والأولاد والكثيرات وانا منهم أجد كل المتعة بالاشراف على شؤون بيتي ومتطلبات زوجي واطفالي لذلك لا أشعر بأنني محرومة من وقت أضافي أقضيه لنفسي فقط فكل ماأحب القيام به واعتبره شأنا من شؤوني هو بيتي وأولادي.

نوال شاكر تشكو من أنها أهملت نفسها كثيرا في سبيل الأيفاء بحاجات البيت ومتطلبات عائلتها حيث لاوقت لديها للخروج وزيارة اقاربها او صديقاتها الاللضرورات والمناسبات المهمة ولاتعتني بشكلها او بأحتياجاتها الا في ماندر وترى بأن خطأ المرأة هو انجاب اكثر من طفلين وفي أوقات متقاربة حيث ان قوة المرأة الأن وتحملها لم يعد كما في عهد جداتنا وأمهاتنا وتستغرب كثيرا من واقع النساء العاملات وكيف يجدن الوقت الكافي للعمل وللاهتمام بالمنزل والعائلة.
رواء عادل تقول:انا على العكس من العديدات اشكو من كثرة أوقات فراغي عندي طفل واحد لايتطلب كل وقتي وزوجي عمله يقتضي منه البقاء خارج المنزل لأوقات طويلة لذلك لدي الكثير من الوقت الذي اقضيه في ممارسة كل ماارغب فيه وافكر كثيرا بالحصول على وظيفة رغم عدم حاجتنا المادية لذلك فقط لكي اتغلب على اوقات الفراغ الكثيرة التي لدي.
تقول ام محمد: ربة بيت وهي زوجة وام لأربعة اطفال تحمل الشهادة المتوسطة انها لم تعمل في وظيفة لأنها تركت الدراسة وتزوجت مبكرا وزوجها اعتاد على تفرغها ويكره فكرة انشغالها عنه وعن الاطفال وباعتقادها فان ربة البيت تتابع طلبات زوجها واطفالها اكثر من الزوجة العاملة التي تطلب من الرجل التنازل عن اغلب حقوقه من اجلها ..وتؤكد ام محمد سعادتها بكونها ربة بيت وتوفر وقت فراغ لها برغم عملها المتواصل تمارس فيه هواياتها ومنها المطالعة ..
اما السيدة ليلى العبيدي وهي ام لثلاثة اطفال وتحمل شهادة بكالوريوس فتقول ان زوجها طلب منها البقاء في المنزل وبرغم انشغالها طوال اليوم فهي تشعر بوجود فراغ كبير لديها ولاتجد ماتفعله سوى تغيير ديكورات المنزل بين فترة واخرى لتغير روتين حياتها !

ويرى الكثير من المتتخصصين بعلم الأجتماع بأن ربات البيوت يعانين الكثير من الكآبة بسبب عدم اختلاطهن الكبير بالمجتمع والناس لمكوثهن بالمنزل وميل الكثير منهن الى العمل ولكن لعدم توفر الظروف اللازمة لذلك فضلن البقاء في المنزل ويتفاقم هذا الوضع اذا لم يجدن الوقت الكافي للأهتمام بأنفسهن ومزاولة الهوايات التي يملن اليها لذلك يجب ان تسعى كل ربة بيت ان تحظى بالوقت الكافي تخصصه لاهتماماتها ومزوالة اشياء تخصها وحدها وتحبها.
بالمحصلة نرى ان لكل امرأة سواء كانت ربة بيت ام امرأة عاملة ظروفها ومشاغلها التي تختلف عن غيرها وليس بالضرورة ان كل ربة بيت لها اوقات فراغ كثيرة والمرأة العاملة لا تجد مثل هذه الأوقات فلكل امرأة اولويات وأهتمامات مختلفة عن غيرها المهم ان تعرف كيف تنظم وقتها وتجد السبيل اللازم للأهتمام بنفسها ومتطلباتها بجانب الأهتمام بزوجها وأولادها حتى لاتشعر بالغبن او الظلم اذا ماأهملت نفسها واهتماماتها.