كعادتهن منذ بدء برنامج "تطوير الأجيال القادمة من القيادات النسوية" قضت المشاركات، من منطقة الخليج العربي ومصر، يوماً حافلاً ضمن أيام البرنامج الذي انتهت فعالياته أمس.

و في زيارة لمركز "ويدرو ويلسون" للباحثين قدمت قياديات عربيات شهاداتهن، حول قصص النجاح التي عشنها. ومن بين المتحدثات رئيسة تحرير موقع "أنا زهرة" هلا القرقاوي التي ألقت شهادة حول تجربتها في عالم الأعمال والإعلام.
كانت القرقاوي قد اتخذت قراراً مغامراً بالاستقالة من عملها في وظيفة حكومية جيدة وبراتب عالٍ، في سبيل أن تخوض تجربتها الشخصية في مجال العمل وأن يكون لها مشروعها الخاص. وكم حاولت عائلتها أن تثنيها عن هذا القرار خوفاً عليها من المجازفة الخطرة طالما هي تعيش وضعاً وظيفياً مستقراً. ولكن القرقاوي التي تعيش في بلاد المشاريع والأعمال قالت "ومن يريد وظيفة آمنة ومستقرة في بلاد تقوم على المشاريع في الأساس، وتخاطر يومياً بمثل هذه المجازفات، وهو الأمر الذي جعلها بلداً قيادياً اليوم؟". إذن فقد احتذت القرقاوي بالإمارات كمثال ونموذج، ومنه انطلقت في تنفيذ خطتها فعلاً بتأسيس Excelenciaللنشر وتنظيم المؤتمرات، وقد نظمت الكثير من الفعاليات المحلية والدولية. كما أن لها 9 مطبوعات متخصصة بالشؤون القانونية والتجارية والتقارير الاستثمارية والدراسات الاجتماعية الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونتيجة لطبيعة هذا العمل التي تأخذ كل وقتها لمست القرقاوي حاجة المرأة العاملة إلى العناية بنفسها، وهو أمر لا يتاح لها كثيراً. من هنا جاء تأسيس Queen Bee Beauty Services المركز الذي يقدم خدمات للعناية بالمرأة في بيتها.

وكان نتيجة هذا الإصرار على العمل والنجاح والتعدد أن انتخبت القرقاوي في العام 2009 لتكون أصغر عضو في مجلس سيدات الأعمال الإماراتيات.

تشغل القرقاوي حالياً رئاسة تحرير موقع "أنا زهرة" الذي يشهد شهرياً 25 مليون مشاهدة و 800 ألف زائر، والذي أصبح في فترة قصيرة واحداً من أقوى المواقع المتخصصة في شؤون المرأة.

وكان من ضمن القياديات العربيات اللواتي قدمن شهاداتهن الوزيرة السابقة للمرأة والسكان في مصر مشيرة خطاب، والتي كانت مرة إحدى الباحثات في مركز "ويدرو ويلسون" الدولي.

لفتت خطاب إلى أهمية التوقيت الذي يقام فيه هذا البرنامج، حيث تشهد المنطقة العربية تقاطعاً تاريخياً خطيراً، وهو تغير قد يؤثر على حقوق المرأة التي اكتسبتها عبر مئات السنين، فإما أن يدفعها أو يتسبب في انتكاستها.

وحول تجربتها الشخصية بينت خطاب أنها مهتمة بمحور تطوير الأجيال الشابة، فهي قد عملت خلال العقد الماضي مع الشباب حرصاً منها على أن يصل صوتهم. وكان الهدف الأساسي هو تحسين نوعية وشروط حياة أجيال المستقبل.
وطرحت خطاب في ورقتها سؤالاً بقولها ماهي مشكلتنا في العالم العربي؟ ولدى مناقشتها محاور هذا التساؤل بينت أن النساء في مصر يشكلن أكثر من نصف طلبة الجامعات. وفي الإمارات بلغت نسبة النساء العاملات في القطاع العام من 12% سنة 1995 إلى 66% في 2007. وأضافت أنه وحتى وإن وصلت النساء العربيات إلى أن يكن سفيرات وسياسيات وعاملات في مجالات مختلفة، فإن النساء مازلن يعانين في العالم العربي. فأمور مثل الطلاق أو حتى قيادة السيارة في السعودية مازالت تخضع إلى مناقشة في بلاد تخرج منها نساء صانعات قرار على درجة من الأهمية مثل لبنى العليان. إذن فنحن بحاجة إلى مساواة على صعيد الأمور الإنسانية وأن تعامل المرأة بشكل عادل وأن تتم حمايتها من العنف.

وحول الربيع العربي وتأثيره على المرأة قالت خطاب: في عام 2011 تعلم الرجل والمرأة المصرية أن صوته وصوتها يمكن أن يحرك الجبال، مؤكدة أن المرأة لعبت دوراً أساسياً في الأحداث. ولم تخف خطاب مخاوفها في أن يكون أول ما يتضرر من حقوق بعد الأحداث الأخيرة في مصر هو حقوق المرأة. لافتة إله أن المسيرة الوحيدة التي طردت من ساحة التحرير كانت مسيرة الاحتفال بيوم المرأة العالمي. ومن أولى القوانين التي حرص مجلس النواب الجديد على إعادة النظر فيها قوانين الخلع وحضانة الطفل. وللأسف يدرس مجلس النواب المصري الآن تخفيض سن الزواج للفتيات.

وأكدت خطاب على ضرورة أن تنتهز الناشطات هذه الفرصة في تونس وليبيا واليمن ومصر للمطالبة بحقوق سياسية واجتماعية واقتصادية أكبر. وأشارت إلى ضرورة التنبه إلى أهمية استثمار الوسائط الاجتماعية والتي أثرت كثيراً في الأحداث الأخيرة في المنطقة كوسيلة تواصل واتصال وتشبيك. فمستخدمي الفيسبوك يبلغون 27 مليون في العالم العربي 70 % منهم من الشباب. فهؤلاء جمهور موجودة وسهل الوصول إليه ويمكن التأثير فيه أيضاً.

واختتمت خطاب حديثها متوجهة إلى القياديات في قطاع الإعلام ليعملن على كسر الحواجز في بلادهن وتشجيع الأجيال الجديدة وتسليط الضوء على قضايا المرأة.