تُعد عادات المراهقين الغريبة أمراً طبيعياً؛ فغالباً ما يلجأ الشباب لمثل هذه التصرفات، كي يُشعرون أنفسهم بالأمان أو للتغلب على الضغوط العصبية التي يشعرون بها. وتتنوع هذه العادات فيما بينها بشدة، وهي تتضمن مثلاً محاولة الفتى عمل توازن للجسم أثناء السير على حافة الرصيف أو ربط الفتاة  لشعرها ولفه لأعلىأو الرغبة في عمل تاتو في أماكن غريبة أو قص الشعر طويل من مكان وقصير من الآخر أو مشية متراقصة. كل هذا وغيرها وارد.

الطبيبة الأردنية دلال العلي تقول إن ابنتها قامت بصبغ شعرها بخصل ذات ألوان غريبة، وأنها عاقبتها بأن أخذتها بنفسها إلى صالون التجميل وأجبرتها على إعادة اللون القديم لأنها خشيت أن تعكس هذه الألوان انطباعاً سيئاً عن ابنتها لدى الآخرين. وتقول لا أفهم لماذا اتخذت رد فعل عنيف فعلاً وبدلاً من شعرها الطويل والجميل قصت شعرها بنفسها في غرفتها بشكل اعتباطي. وتضيف لقد كاد والدها يضربها لأول مرة في حياته.

بدوره يفسر الطبيب النفسي محمد أبو زيد سلوكيات المراهقين الغريبة والتي يستخدمون فيها أجسادهم أنها نوع من التعبير عن السيطرة الكاملة على أجسادهم وتمييزها عن المجتمع المحيط والتأكيد على حرياتهم الفردية في التصرف فيها. ويقول لا داعي للقلق والمفروض أن نترك المراهق يعبر عن نفسه إلا إذا كانت تلك العادات متطرفة ومؤذية وقد تعبر عن مشاكل  نفسيه، مثل قيام البعض بجرح أنفسهم مثلاً.

وكي يتسنى للآباء مواجهة مثل هذا السلوك الصادر من أبنائهم، تنصحهم أخصائية طب نفس أطفال آنيتا فيشر من مدينة هامبورغ الألمانية، بعدم المغالاة والمبالغة في تقييم هذه العادات الغريبة، لافتةً إلى أنه من الأفضل مراقبة أبنائهم للتعرف على المواقف، التي تتسبب في صدور هذه السلوكيات منهم. وبذلك يتسنى للآباء إيجاد وسيلة للتقليل من حدة الضغط العصبي التي يشعر بها أبناؤهم.

وأشارت الطبيبة الألمانية إلى أنه لا يُمكن تحديد الوقت، الذي تتحول فيه هذه السلوكيات إلى عادة مرضية لدى المراهقين. ولكن إذا تطورت هذه السلوكيات لدى الأبناء وأصبحت عادة راسخة في حياتهم اليومية، فتنصح فيشر حينئذٍ بضرورة استشارة الآباء لطبيب مختص.